أقلام

ياجميل الأحدوثة

 

صالح عبدالله البراك

أبا غدير يا غدير الخير

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [سورة البقرة 155 – 156]

اللهم (رضا بقضائك و تسليماً لأمرك و لا معبود سواك يا غياث المستغيثين)الإمام الحسین (ع).

أسرةَ الفقيد، أحباءه، أصدقاءه:
السلام عليكم ورحمة الله وأعظم الله أجورنا وأجوركم بفقيدنا الحبيب والعزيز المهندس: عبدالمجيد فإنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وأسكنه جنة الخلد مع محمد وآله الأطهار
عظم الله لكم الأجر والثواب وألهمنا وإياكم الصبر والسلوان.

ورد في الأثر إن الملائكة لتمشي أمام الجنازة ويقولون : ما قدم فلان ويقول الناس ما ترك فلان .

فنقول للملائكة:
قدم إيمانه بربه وخوفه منه والعمل لوجه وفي سبيله وتوحيده، ومن أجله، قدم إيمانه بنبيه وحبه له وولاءه لأهل بيته.
قدم بره بوالديه وجمع أخوته وصلة أرحامه وخدمة مجتمعه، فكان له صولة في كل جولة من جولات سوح العطاء، وموطئ قدم في كل وقفة يقف فيها المؤمنون على مشروع أو رأي.

ونقول للناس بعض ما ترك:
ترك ابتسامة عريضة وكلمة طيبة انطبعت في القلوب ولطالما دحرت هماً أو أزالت غماً أو جلبت أنساً وستبقى تلك المواقف صدقة جارية له بعده، نابضة بالحياة والحضور، طالما بقيت تلك القلوب تنبض.

ترك ذكرى جميلة يعيشها الأحباب والأصحاب، والذكرى الجميلة عمر ثانٍ يعيشه الإنسان بعد وفاته، يأتيه خراجه في قبره دعوات وصلوات .

ترك لوعةً في القلوب وحسرةً في النفوس وقرحةً في العيون وغصةً في الحناجر ووحشةً في الأماكن التي كان يألفها وتألفه ويحبها وتحبه، في طاعة الله ومرضاته.

ترك لنا، من وفير ما ترك، أثراً لا ينسى و مخططاً لمشروع جمعية تطوعية طالما لوح بيده به وهرول عليه قلمه قبل أصابعه لم يسعفه الوقت في إكماله ولكنه سيبقى شريكاً لمن يأتي بعده وتلك سنة الحياة.

مامن إنسان يموت وقد أنجز كل ما تمناه أو حقق كل ما يصبو إليه، لا الأنبياء ولا الأوصياء ولا سائر من جاء بعدهم. والعبرة بالخاتمة والذكر الجميل وإنتهاء الأجل في الخير وعليه .

ولا يقول أحدنا لو فعل كذا لكان كذا إنه القدر المحتوم والقضاء المبرم: وقهر عباده بالموت والفناء وكفى بالأجل (فَلَوْ أَنَّ أَحَداً يَجِدُ إِلَى الْبَقَاءِ سُلَّماً أَوْ لِدَفْعِ الْمَوْتِ سَبِيلًا لَكَانَ ذَلِكَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عليه السلام الَّذِي سُخِّرَ لَهُ مُلْكُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مَعَ النُّبُوَّةِ وَعَظِيمِ الزُّلْفَةِ فَلَمَّا اسْتَوْفَى طُعْمَتَهُ وَاسْتَكْمَلَ مُدَّتَهُ رَمَتْهُ قِسِيُّ الْفَنَاءِ بِنِبَالِ الْمَوْتِ وَأَصْبَحَتِ الدِّيَارُ مِنْهُ خَالِيَةً وَالْمَسَاكِنُ مُعَطَّلَةً وَوَرِثَهَا قَوْمٌ آخَرُونَ ) الإمام علي (ع)

فرحمك الله يا صاحب القلب الكبير يا أبا محمد ويا أبا غدير رحمةً تستغني بها عمن سواه، فلقد فجعنا نبأُ رحيلك وأفول شمسك، إنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ولنا في الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه أسوة حسنة (كيف وجدت صنع الله في الحسين قالت ما رأيت إلا جميلا)

(اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلائك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوى ليوم جزائك).

وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى