المواقيت والفلك
أضواء الشفق القطبي تنشط قبل الاعتدال الخريفي
ماجد أبوزاهرة – جدة
يبعد النصف الشمالي للكرة الارضية عن الاعتدال الخريفي اسبوعين فقط وهذا يعني شيئًا واحدًا حدوث شقوق مؤقته في المجال المغناطيسي للأرض.
لقد عرف الباحثون منذ فترة طويلة أنه خلال الأسابيع القريبة من الاعتدالين تتشكل شقوق في الغلاف المغناطيسي للأرض عندها يمكن للرياح الشمسية أن تتدفق خلال الثغرات لتحدث عندها اضواء الشفق القطبي ساطعة كما حدث ذلك في مدينة #يلونايف الكندية.
من المعروف بأن الأرض محاطة بحقل قوة مغناطيسية عبارة عن فقاعة في الفضاء تسمى “الغلاف المغناطيسي” بعرض عشرات آلاف الأميال. وهذا الغلاف المغنطيسي يحرف إبر البوصلة هنا على سطح الأرض، وهو في غاية الاهمية حيث يعمل كدرع يحمينا من العواصف الشمسية.
وفي الخامس والسادس من سبتمبر الجاري ، سطعت اضواء الشفق القطبي في السماء طوال الليل مع ظهور مشرق للون الوردي بعد منتصف الليل بقليل.
وهذه الالوان غير معتادة الى حد ما ، فنحن نعلم بأن معظم الشفق القطبي يتوهج بلون اخضر ناتج عن الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس وتضرب ذرات الاكسجين على ارتفاع من 100 الى 300 كيلومتر فوق سطح الارض ، اما اللون الوردي فهو يظهر عندما تنخفض الجسيمات المشحونة الى ارتفاع غير معتاد وتضرب جزيئات النيتروجين على ارتفاع 100 كيلومتر او اقل .
أثناء العرض ، كان سيل ضعيف من الريح الشمسية يهب حول الأرض ، و في هذا الوقت من العام ، حتى تدفق بسيط من الريح الشمسية يمكنه ان يخترق الدفاعات المغناطيسية لكوكبنا.
هذا يسمى “تأثير راسيل – ماكفيرون” نسبة للباحثين الذين شرحوه لأول مرة، حيث يتم فتح “الشقوق” بواسطة الريح الشمسية نفسها نتيجة لتعارض الحقول المغناطيسية داخل الريح الشمسية مع المجال المغناطيسي للأرض.
فالشمال والجنوب يلغي جزئيا بعضهم البعض ويفتح “صدع”، ويمكن أن يحدث هذا الإلغاء في أي وقت من السنة ، لكنه يحدث بتأثير اكبر قرب الاعتدالين.
وتظهر دراسة مدتها 75 عامًا أن شهر أيلول (سبتمبر) هو واحد من اكثر الشهور النشطة جيومغناطيسيًا في السنة، وهي نتيجة مباشرة لحدوث “شقوق الاعتدال”.
ولحسن الحظ فان هذه الشقوق لا تكشف سطح الأرض للريح الشمسية فالغلاف الجوي يحمينا حتى عندما لا يقوم بذلك مجالنا المغناطيسي، علما بان تأثير العواصف الشمسية يكون بشكل رئيسي في اعلى الغلاف الجوي وفي منطقة الفضاء حول الأرض حيث تدور الأقمار الصناعية.