الشيخ الطاهر النمر :شعائر الدين بين الإحياء والإماتة
رقية السمين – الدمام
حول شعائر الدين طرح إمام مسجد الرسول الأعظم بسيهات الشیخ عبدالله الطاهر النمر في خطبته يوم الجمعة السابع عشر من صفر ١٤٤٠ للهجرة ماهية الشعائر الدينية مبيّنا: إنها الجسم العملي للعقيدة، وبأنها نظام سلوكي يمارس على مستوى فردي واجتماعي في سبيل حفظ المنظومة الدینیة، والتي عرّفها بأنها مجموعة من القيم والمفاهيم والرؤى العقائدية الروحیة.
وأضاف أن الشعائر تهدف لاستبطان كل ما یمكن أن یكون إشارة وعلامة للقیم والمفاهیم الروحیة الدینیة التي لم یخلق الانسان إلا لأجل إثباتها وتقریرها في نفسه.
وبدوره قسّم الشيخ تعاطي الأشخاص مع هذه الشعائر لثلاث حالات: أُولاها”الشعائر المفرغة”
وأشار إلى أن هذه الحالة إما تنم عن جهل كما في كثیر من الأحیان أو عن نفاق، وتظهر بشكل التمسك بصورة الشعیرة دون تحقیق هدفها، أو ظهور أثرها على سلوكیات الإنسان وروحه.
وعلى أثر الحالة الأولى تنتج الحالة الثانیة وهي: “التفلّت” -التبرؤ- من الشعائر ورفضها وتجرید قِیَمها عنها من خلال الإعتقاد أنه من الممكن بلوغ الإنسان أهدافها وآثارها دون ممارستها أو بممارسات أخرى عوضا عنها.
ومّثل على ذلك حول ما أثاره بعض المثقفین إلى أن ریاضة الیوغا و التأمل یحققان هدف الصلاة من -وجهة نظرهم- لهذه الشعیرة على أنها لیست سوى حركات ریاضیة، وإثارة صلة مع الخالق سبحانه وتعالى فیطلبون إزالة الالتزام بالشعائر الدینیة بكل امتداداتها.
و أوصى من هذا المنطلق الشباب بضرورة مداومة إحیاء المساجد بصلاة الجماعة .
وحذّر النمر في سياق ذلك من كلتا الحالتين لكونهما تُضعف بجسم العقیدة وتمّرضه ومن ثم تفتك به.
وأكدّ على أهمیة إدراك الحالة الثالثة وهي”إحیاء” الشعائر إدراكًا واعیًا والمحافظة على معاییرها عملیًا من خلال إظهارها على الملأ ومعنویًا باستثمارها في مقاصد الدين.
وفي نفس السياق عبّرالشيخ عن أربعين الإمام الحسين أنها “شعیرة إنسانیة استثنائیة بدیعة” حیث تجلّت فیها كل قیم الدين ومفاهیمه من إحیاء أمر آل محمد علیهم الصلاة والسلام و التفاني بخدمة زوار الإمام “ع” على الصعید الظاهري، و على الصعید الضمني إبراز المحبة والولاء لقائد الثورة الإنسانیة العمیقة الإمام الحسین و لِخُطاه، داعیًا للتجديد والإبداع بإحياء هذه الشعيرة من خلال الاستثمار الثقافي والعلمي والاقتصادي و الخدمات .
وختاماً أشاد الشیخ عبد الله النمر بالمجتمع الواعي وحضوره وتفعیله لهذه الشعائر بالشكل الصحیح.