خُطبتان.. بمضمون سلوكي وأخلاقي
رقية السمين، فاطمة الشيخ محمد الناصر – الدمام
دعا سماحة السيد علي الناصر السلمان المؤتمين في خطبته ليوم الجمعة بجامع الإمام الحسين عليه السلام بالعنود، إلى السعي نحو الكمال الروحي والأخلاقي، من خلال التسامح واللين في التعامل مع القضايا التي تخلق جواً من التوتر والحزازيات في العلاقات الاجتماعية.
وأكد السلمان على فاعليّة اتباع المنهجيّة الأخلاقية الشرائعية، بالتلطف والتودد والتماس العذر والمبادرة بالإحسان في التعامل، ما يعزز الترابط والتماسك الاجتماعي ونبذ الخلافات، مستشهداً بقول أمير المؤمنين (ع): “احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة وعند صدوده على اللطف والمقاربة”.
وأشار سماحة السيد إلى مواضع الاعتذار وفق توجيهات الأئمة عليهم السلام، وضرورة قبول الاعتذار كمفتاح للتسامح، وأحد سبل التعايش بِـ ألفة ومودة وسلام، وحفظ المنظومة المجتمعية الإسلامية، كما رُوِيَ عن الإمام علي (ع)” اقبل أعذار الناس تستمتع بإخائهم، والقهم بالبشر تمت أضغانهم”.
كما تضمنت الخطبة العديد من التوجيهات والتوصيات بالتحلي بالخصال الفاضلة والترفع عن السلوكيّات التي تُدني من مكانة المرء المؤمن ومجتمعه.
وفي خطبة أخرى بالعنود أكد الشيخ محمد الناصر أن حبل الأمل ممدود للإنسان الغارق في بحر الآثام والذنوب والخطايا، في مقابل اليأس من النجاة الذي قد يتولد في النفس، مشيراً إلى قوله تعالى “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.
وبين أن الإنسان الذي ارتكب الذنوب الكبيرة والصغيرة من اعتداء على أعراض الناس والتعدي على حقوقهم وسرقة أموالهم، فإنه من الطبيعي أن يأتي يوم ويؤنبه ضميره، وتضعف قواه مع نظرة المجتمع التي ستلحقه، مثيراً تساؤلاً يراود النفس حول “مايعتري الإنسان في هذا الوضع” مؤكداً أن المشاعر الناتجة عن ذلك اليأس من رحمة الله سبحانه.
ووضح الناصر الخطوات المتبعة من خلال الآيات القرآنية لوصول المذنب إلى الرحمة الإلهية.
الخطوة الأولى: الرجوع والتوبة والتوجه إلى الله تعالى “وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ”
الخطوة الثانية: الاستسلام لله والإيمان به “وَأَسْلِمُوا لَهُ”
الخطوة الثالثة: العمل الصالح “وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم”.
وقال إن هذه الخطوات تكون مصداقاً واضحاً لرغبة الإنسان الصادقة في نيل الرحمة الإلهية، وتظهر عدم عجرفته وعناده لربه.