عدد الحيوانات المنوية أقل من ٥٠ ٪ في أبناء الآباء المدخنين
ترجمة: عدنان أحمد الحاجي
مقدمة المترجم
اصبح من المسلم به أن الآثار السلبية والأضرار الصحية والإقتصادية للتدخين لا تقتصر على الفرد المدخن فحسب بل تتعداه إلى المجتمع ككل. وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية ان أضراره الاقتصادية تبلغ ٥٠٠ مليار دولار سنوياً ويستنزف ١٥٪ من اجمالي النفقات الصحية في الدول عالية الدخل (١)
من المعروف ان التبغ بحتوي على اكثر من ٣٠٠ مادة كيميائية سامة ومهيجة للخلايا وبحسب محاضرة من اعداد طلاب الطب في السنة الرابعة في كلية الطب في جامعة للملك عبدالعزيز (٢) فقد بلغ عدد المدخنين في المملكة ٦ ملايين مدخن ينفقون ١٢ مليار ريال سنوياً مما جعل المملكة تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في استيراد واستهلاك التبغ حيث بلغ استيرادها من التبغ ومشتقاته بين عامي ٢٠٠٤ – ٢٠٠٥ مليارين و٧٦٣ مليون ريال. ثلث الامراض السرطانية في المملكة هي بسبب التبغ إذ بلغ عدد الوفايات في المملكة ٦٣ شخصاً في اليوم،
والأسوأ من ذلك وبحسب هذه الدراسة فآن آثار التدخين تنتقل (تورث) إلى الأولاد من الذكور بل وحتى الإناث وتسبب انخفاضاً في القوة على الآنجاب/ النسل.
فيا أيها المدخن إذا كنت لا تهتم بصحتك الشخصية ولا ما يتعرض له مجتمعك من أذى فلا تركتب حطأ فادحاً بتوريث آثار الدخان السلبية إلى اولادك
الموضوع
ربطت دراسات بشكل متكرر تدخين الأمهات أثناء الحمل بإنخفاض عدد الحيوانات المنوية في ذرية اولادهن من الذكور. الآن اكتشف فريق بحث من جامعة لوند في السويد أنه، بغض النظر عن التعرض للنيكوتين من جهة الأم، فإن الرجال الذين كان آباؤهم يدخنون حين كانت امهاتهم حاملات بهم لديهم نصف عدد الحيوانات المنوية الموجودة في مثل أولئك الذين أباؤهم من غير المدخنين.
أجريت الدراسة على ١٠٤ من الرجال السويديين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٧ و ٢٠. وبمجرد قام الباحثون بتصحيح النتيجة وذلك بالأخذ في الإعتبار بتعرض الأم نفسها للنيكوتين والعوامل الاجتماعية والاقتصادية وتدخين الأبناء الذكور، كان مستوى تركيز الحيوانات المنوية في الرجال الذين كان آباؤهم يدخنون أقل بنسبة ٤١ في المائة. وبنسبة ٥١ في المائة أقل من الحيوانات المنوية مقارنة بالرجال الذين كان آباؤهم من غير المدخنين. فريق البحث في جامعة لوند هو أول من نشر هذه النتيجة.
العلامة الحيوية الكونتينين cotinine وهو مادة مستقلبة من النيكوتين التي يمكن قياسها في الدم. من خلال قياس مستوى الكوتينين، يمكن للباحثين معرفة ما إذا كان الوالدان نفسهما يدخنان أو ما إذا كانا قد تعرضا للتدخين السلبي. وقد أظهرت العديد من الدراسات السابقة أنها ضارة للجنين إذا كانت الأم تدخن، ولكن في هذه الدراسة، فإن الصلة بين عادة التدخين عند الأب وعدد الحيوانات المنوية لدى الابن أكثر وضوحا.
لم يستطع جونتان أكسلسون تفسير سبب ذلك، ويعتقد أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم الآليات الأساسية. من ناحية أخرى، قال أن دراسات مماثلة أظهرت أيضًا وجود روابط بين الآباء المدخنين ومختلف النتائج الصحية لدى الأطفال، كالتشوهات. “بخلاف بويضة الأم، أمشاج الأب تنقسم باستمرار طوال الحياة وتحدث طفرات في الخلية غالبًا في نفس لحظة إنقسامها بالضبط. نحن نعلم أن دخان التبغ يحتوي على العديد من المواد المسببة للطفرات، لذلك يمكن للمرء أن يتخيل، في وقت حدوث الحمل، تخضع الأمشاج لحدوث طفرات، وبالتالي تنقل الجينات إلى الذرية من الذكور والتي تؤدي إلى تقليل جودة الحيوانات المنوية لديهم. ”
وتأتي معظم الطفرات التي تحدث مجدداً (المعروفة باسم طفرات دي نوفو de novo) عن طريق الأب، كما توجد علاقات بين عمر الأب وعدد من الأمراض المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن التدخين مرتبط بتضرر الحمض النووي في الحيوانات المنوية وأن المدخنين لديهم المزيد من التكسرات في جديلة الحمض النووي. وأفيد أن الأطفال الذين كان آباؤهم يدخنون لديهم ما يصل إلى أربعة أضعاف في عدد الطفرات في الجزء المتكرر المعين من جديلة الحمض النووي أكثر مما عند الأطفال الذين لا يدخن آباؤهم .
“نحن نعرف أن هناك علاقة بين عدد الحيوانات المنوية وفرص الحمل ، وعلى ذلك يمكن أن يؤثر هذا على إمكانية حصول هؤلاء الرجال على أطفال في المستقبل. تدخين الأب أيضًا يرتبط بفترة حياة إنجابية أقصر في بناته ، لذا فإن فكرة أن كل شيء يعتمد على ما إذا كانت الأم تدخن أو لا تبدو غير مقنعة. ربما يفضي بحثنا في المستقبل إلى تقريبنا من علاقة سببية “، كما خلص اليه جوناثان أكسلسون.