السيد السلمان.. الإسلام ينظّم رغبات الإنسان ولا ينكرها
رقية السمين _ الدمام
من منطلق الآية القرآنية المباركة “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” رد سماحة السيد علي الناصر السلمان في خطبته ليوم أمس الجمعة بجامع الإمام الحسين [ع] بحي العنود على الزاعمين بأن الشيطان هو من يزين للإنسان حب الشهوات، في حين أن الله تعالى هو من امتحنه بها عندما استخلفه في الأرض ليعمرها.
وتناول السيد الأسلوب القرآني في تعاطيه مع طبيعة الإنسان المادية، التي أطّرتها الشريعة الإسلامية ضمن حدود وأحكام وفروض، وتوظيفها في سبيل الغاية التي أرادها الله في عمارة الأرض، وحفظ المنظومة البشرية، كـ الزواج وحقوق الأبناء بالتربية، والالتزام بأحكام الشرع في التجارة ومصادر الربح واكتسابها وصرفها بالطرق المشروعة. وكيفية التنعم بما أباحه الله من الأنعام في لحومها وجلودها، وما إلى ذلك من الحرث وامتلاك الأراضي.
وأشار سماحته إلى أن المجتمعات الناهضة فكرياً وسلوكيا أُعِدت إعداداً فاضلاً وفق هذا النسق القرآني وطبقته، بالتزام التقوى في استحابة الإنسان لحاجته الغريزية، وإشباعها بالطرق الصحيحة والشرعية.
كما حذر من الأثر المترتب على الانقياد العشوائي خلف الشهوات قصيرة الأمد، التي قد تدمر مخطط الإعمار الإلهي لذات الانسان، وبالتالي هدم المجتمع، وشيوع الانحرافات العقائدية السلوكية والأخلاقية.