أيتام فاطمة.. يجددون العزاء بمصاب سيدة النساء
بشائر – الدمام
في إحياء مجالس الدمام لذكرى استشهاد الصديقة الزهراء عليها السلام، تنصهر قلوب شيعتها المتعلقين بذكرها والآملين شفاعتها للعزاء والمواساة، لتنحت في ظلامتها أشجى العبر، ويقعد الحديث بهم عن شاهق قمم كمالاتها.
حيث تناول الشيخ فوزي السيف بمجلس الحوراء موضوع ميراث النبي صلوات الله عليه وآله، وما كان يحق لفاطمة عليها السلام من هذا الميراث، والاحتجاج الذي قدمته في خطبتها المشهورة على من صادر إرثها، موضحاً مباني الاحتجاج الذي أشكله على رواية “نَحْنُ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ لا نُورَثُ”.
كما عدد جملة من أملاك رسول الله كما ذكرها المؤرخون، والتي يؤول إرثها بحسب القاعدة الشرعية والقرآنية إلى الصديقة الزهراء وإلى زوجاته، على ما هو معروف عند الإمامية من أن زوجة الرجل لا ترث من رقبة الأرض، ولكن البنت ترث من كل شيء.
وتطرق الشيخ محمد السمين في مأتم الإمام الحسن المجتبى إلى أدوار الصديقة الزهراء كأم وزوجة وإبنة. وقال سماحته إنها سلام الله عليها تلقت تربية خاصة؛ فلم يعاملها النبي برعاية أبوية فقط، بل (أقحمها في خضم الأحداث وزج بها في قلب الهموم، … لتبنى شخصيتها فاعلة مؤثرة ذات رأي وقرار). واستعرض الشيخ السمين عدة نظريات لخصت السعادة الزوجية في إشباع الاحتياجات المادية والغريزية بتوازن، طارحا تساؤلا فحواه هل السعادة الزوجية تكمن في الشعور بالرضا أم بالبهجة؟ وانتهى بطرح نظرية السيدة الزهراء (ع) فقال: (إن السعادة الحقيقية للمرأة هي أن يكون بيت الزوجية طريقاً لتحقيق أهدافها كإنسان يريد أن يساهم في بناء المجتمع الصالح).
وفي ذات العمق تحدث الشيخ عبد المحسن الطاهر النمر بمحاضرته في مجلس سليلة الكوثر بحي الجلوية كيف أن الزهراء خلال ثمانية عشر عام من عمرها شقت طريقها نحو الكمال بصبرها على ما امتحنها الله في هذه الدنيا. وقال: “إن الزهراء عاشت في حقيقتها ووجودها مجاهدة في سبيل البقاء بين يدي الله فوصلت إلى الكمال”، مشيراً بذلك إلى أن الزهراء سلام الله عليها ثابرت حتى جُعلت ثالثة محمد وعلي، وبذلك كانت أحد الأبواب لوصول محبيها إلى الكمال.
وفي مجلس بو حليقة بـ حي السلام، استعرض السيد مجاهد الخباز أبعاد بيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المدينة، وقدم خلال المحاضرة مخطط تصوري لدار علي عليه السلام، وتعرض للإجابة عن أهم التساؤلات المُثارة حول الهجوم على دار بنت رسول الله، مشيراً إلى تأثير كون البيت ملاصقاً للمسجد.
كما أجاب سماحة السيد الخباز عن أهم تساؤل يطرحه عموم الناس “أين كان الإمام علي حين وقع الهجوم على الزهراء؟!” بقوله إن أبا الحسن كان في الحجرات الأخيرة من الدار مُعتكفاً مذ وفاة النبي لجمع القرآن، وكون الزهراء في مكان من البيت أقرب لـ موقع الهجوم.
ومن مأتم شباب أئمة البقيع أكد الشيخ حسين الخميس في سياق حديثه عن ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء على مكانتها وعظمتها في نفسها، المتمثل بعظمة نورها المقدس، وخفاء كنهه وحقيقته، على الرغم من سطوعه الزاهر، من خلال الروايات التي تحدثت عنها بشكل كبير.
يذكر بأن مجالس العزاء مستمرة، وبالإمكان الاستعانة بجدول بشائر لمجالس ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة، والذي تم نشره في وقت سابق.