أقلام

الموناليزا!

 

إيمان الموسى

اكتسحتني عاصفة هوجاء نالت مني جل وقتي. بين مسؤوليات ومتطلبات حياتية مفاجئة، فلم أعد أتنفس، وكأني الغريق يرفع رأسه ليأخذ نفسا، ثم يغطس مرة أخرى. حقيقة الأمر وجدت نفسي في زوبعة تدور رحاها في فكري!!

وتأخذ معها كل مايصادفها من ورق، وأقلام، وشخصيات، وخيال، وفكاهة، وهموم، وبينما أنا في هذه الحال مررت أمام مرآة كبيرة، تجمدت فرائصي أمامها، وتمعنت في هذه الملامح، التي رأيتها من قبل تجسدت في شخصية (الموناليزا).

وما شهرة هذه اللوحة إلا بسبب الوجه (الضاحك الباكي). فكيف حولتني هذه العاصفة إلى وجه ضاحك وباكٍ في آن معا. ودمجت كل المشاعر المحتبسة: عين باكية وعين ضاحكة. يا لله! لدقة هذا الفنان الذي أظهر للعالم شيئا عجز الجميع عن فك شفرته أو حل أحجيته. وليس سوى أنه رسمها بوقت كانت هذه الشخصية تمر بعاصفة هوجاء، بكم المشاعر المختلطة، والتي أبت أن تخروج للعيان بشكل ظاهري، فتجسدت بهذين الوجهين (الضاحك الباكي).

فمن منا لم يمر عليه وجه الموناليزا!! ولم يكتشف نفسه! واحتار في أمره محبوه! تسبقهم عند النظر إليه الشفقة أو الحيرة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى