ترجمة: أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
الجميع مخلوق من نفس المادة. معظم الناس لديهم نفس هيكل الجسم – يدان ، وساقان ، ورأس واحد ، الخ. الهيئة هي نفسها تقريبا. ولكن كلما اقتربت zoom in أكثر كلما وجدت اختلافات بينية (فردية) أكثر .
لدينا راحتا يدين مختلفتا الحجم ، وحواجب وشفاه وأنوف، إلخ، مختلفة. إذاً لماذا نحن فريدون إذا كان لدينا نفس الدماغ والجسد؟ تكمن الإجابة في مدى رغبتك في تكبير الدماغ لسبر أغواره zoom in أو في القدرة العقلية لشخص ما لإستخلاص مقارنات. في حين أنه صحيح أن معظمنا له نفس الهيكل الدماغي تقريبًا ، إلا أن هناك فرقًا كبيرًا في المستوى الدقيق للوصلات والكثافة العصبية .
نحن ، كأفراد ، لدينا العديد من الاختلافات. ٨٠ مليار خلية عصبية – كل منها يحمل مئات الآلاف من الوصلات ( الارتباطات) بخلايا عصبية أخرى. الطريقة التي ترتبط بها هذه العصبونات (الخلايا العصبية) تغير كيف يقوم الدماغ بإداء وظائفه. بسبب التغيرات الدقيقة في كيف تنظم جيناتنا الخلايا في أجسامنا والبيئة الدائمة التغير ، والاختلافات في ممارساتنا (تجاربنا) ، فهذه الخلايا البالغة ٨٠ ملياراً لديها اختلافات صغيرة في كيف ترتبط ببعضها البعض. هذه الاختلافات الفردية موجودة.
كما أنه من السهل جداً القول بأننا نشبه قرود الشمبانزي ، ومع ذلك لدينا شبكة إنترنت واكن ليس لديها شبكة انترنت. الأمر يتعلق بمقدار تفاصيل الصورة التي تنظر إليها لترى الاختلافات. لدى البشر والشمبانزي حوالي ٩٥٪ من التشابه في الترميز الجيني.
البشر في المتوسط ، من أي عرق ومكان ، يتشابهون بنسبة 99.9 ٪. لقراءة المزيد عن التنوع الجيني راجع (١). لكن هذا ليس هو الشيء الرئيسي. البشر كائنات بلاستيكية ( مرنة) ونامية. وهذا يعني أننا نتغير على مدار عمرنا. العديد من سماتنا وقدراتنا سريعة الزوال. نغير كيف نفكر ، ومدى جودة تفكيرنا ، وكيف يُنظم دماغنا ، وما إلى ذلك.
التوصيلات العصبية تتغير بناءًا على ما نتعلمه (٢). هناك اختلافات كبيرة بين بعض المناطق (الدماغية) بالنسبة للموسيقيين وغير الموسيقيين ، وسائقي سيارات الأجرة المحترفين ، والأشخاص فاقدي القدرة على معرفة الإتجاهات direction-void ( لا يعرفون الإتجاهات). التغيرات العصبية لها قناة مزدوجة الاتجاه ذات قدرات عقلية (ذهنية). تماماً مثل القدرات العقلية لديها قناة مزدوجة الإتجاه بتغييرات عصبية.
الواحدة منها تؤثر على الآخرى في كلا الاتجاهين. بعض الثقافات (الحضارات) لديها طرق مختلفة لتصور الأفكار وعندنا كلمات مختلفة لذلك. لا يوجد لدى شعب كوك ثايوري Kuuk Thaayorre من مستوطنة بومباراو Pormpuraaw ( شعب يقطن غرب شبه جزيرة كاب يورك في كوينزلاند الأسترالية – ٣) كلمات لا لليسار ولا لليمين. يتحدثون دائما بإعتبار الشمال والجنوب والشرق والغرب. حتى أنهم يحددون الأشياء بناءً على هذه الاتجاهات.
على سبيل المثال ، يمكن أن يشير أحدهم إلى حجارة ويقول إنها تقع في الشمال الغربي مني. لقد أثرت هذه النادرة الثقافية (٤) إيجابًا في توجههم الإتجاهي واستدلالهم المنطقية المكانية (الحيزية) ، مما جعلهم أفضل منا – نحن ، الشعب “اليميني – اليساري” التقليدي (تعليق من المترجم: الشعب الذي يستخدم اليمين واليسار لتحديد موقع شيء ما بالنسبة لنقطة مرجعية).
مثال آخر لظاهرة لا تزال محل جدال هي المفردات الواسعة التي لدى الإنويت (الأسكيمو، ٥) للثلج. اتضح أن لديهم العديد من الكلمات المختلفة ، وهذا قد يرجع لكثرة الثلوج في منطقتهم التي كيّفت حواسهم ليدركوا الاختلافات الطفيفة. هنا حكاية مفصلة لذلك (٦).
معظم من في المناطق الغير ثلجية يسمون جميع الأشياء البيضاء والناعمة والساقطة من السماء كلها ثلجاً snow ( تعليق من المترجم: لازم ذلك أن لدى الأسكيمو كلمات مختلفة لكل واحدة من هذه الحالات ) .
تؤثر هذه الاختلافات أيضًا على مدى استعداد الشخص لتقييم شيء ما بشكل “ذكي”. فالناس ليسوا أغبياء إذا لم يميزوا بين أنواع متعددة من الثلوج. القرينة مهمة.
وبالمثل ، فإن الشخص ليس بأكثر ذكاءًا لأنه يمكن أن يتعرف على أصوات الناس بدقة . هذه الاختلافات مثيرة وهناك تأثير النقل transfer effect ( تعريف من خارج النص: تأثير متبادل بين مجالين ، انظر المزيد في ٧) – كالحسّاسية sensitivity تساعد في مجال آخر مختلف – في ملاحظة التغييرات التي يمكن أن تؤدي إلى معدل ذكاء مرتفع أو منخفض عن طريق بعض التمارين المنظمة بشكل صارم. هذه العوامل تؤدي إلى ما نسميه بالذكاء. الآن، معدل الذكاء IQ ليس الذكاء. ما يسيء الناس فهمه في كثير من الأحيان هو أن معدل الذكاء IQ هو عدد يرتبط بالقدرات العديدة التي تتنبأ بالذكاء – القدرة اللفظية ، طول فترة الانتباه ، الذاكرة ، إلخ. إن معدلات الذكاء IQ مستقرة تقريبًا ، لكن لا يمكن للمرء أن يقول أن معدل الذكاء IQ ثابت ( غير قابل للتغيير) فينا. التجارب experiences (الممارسات) المبكرة التي تساعد في أن تبني ذاكرتك أو تدرب طول فنرة انتباهك يمكن أن تؤثر على معدل الذكاء في المستقبل. لذا فإن التجارب (الممارسات) البشرية وبيولوجيتهم ، عامل مهم في معدل الذكاء. معدلات الذكاء تتبع التوزيع الطبيعي حيث متوسط معدل الذكاء IQ البشري يساوى ١٠٠ ( مجعول كذلك). 99.9٪ من الناس هم في نطاق ٦٠ – ١٤٠. الشيء المثير للاهتمام هو أن عددًا من الدراسات قد وجدت أن ممارسة مهام شبيه بإختبار معدل الذكاء IQ (٨) وممارسة مهام معرفية أخرى (مثل تدريب الذاكرة والقواعد المنطقية، ٩) يمكن أن تحسن من معدل الذكاء IQ الخاص بك بمرور الوقت.
ولكن ، هناك أبحاث تشير إلى أن زيادة درجة معدل الذكاء IQ ليست حقيقية (١٠).
الآن ، كيف لشخص ما يستخدم قدرته المعرفية للقيام بوظائفه في الحياة أن يتأثر بشكل أكثر بدوافعه للقيام بذلك – باستعداده للقيام بعمل بشكل أفضل ، وثقته في قدرته الذاتية ، وما إلى ذلك. وهذا قد لا يضمن تغيرات عصبية على المدى القصير ولكن يمكن أن يؤثر على درجة معدل الذكاء IQ.
هذه فرصة مجنونة لبروز إختلافات فردية . هل ترى لماذا يكون سهلاً على الناس أن يكون لديهم معدلات ذكاء مختلفة ، وشخصيات مختلفة ، ومهارات مختلفة ، وما إلى ذلك ، على الرغم من أننا جميعًا نملك نفس البنية الدماغية ؟ الكثير من ذلك يعتمد على اختياراتك وأنت على قيد الحياة. أنت ذكي بشكل فريد. من المحتمل أن تكون هذه أفضل طريقة يمكنني أن أصيغها بها وهذا ليس تصحيحًا سياسيًا.
