المقهى
إيمان الموسى
اجتمع الأصدقاء في مقهى ، وبدأ كل منهم يمارس عادته الصباحية اليومية، الأول بدأ يرتشف القهوة بدون سكر ،حتى يعدل مزاجه المتعكر من عواصف الحياة، والثاني يبدأ يومه بالصحف الإخبارية، ويعرف مايجري من حوله في العالم، أما الثالث يبدأ يومه، وينشط عقلة بحل الكلمات المتقاطعة بعد عناء الأمس، الرابع يرتدي بدلة رياضية، وقد انتهى من تمارين الإحماء، ليبدأ يوماً نشيطا منذ الصباح ، ويبدأ الخامس يومه بصحن عدس وفول، يتخلله الطرشي، والبصل وزيت الزيتون.، فلن يحلو صباحه إلا بعد فطور دسم ثقيل حتى يعينه على التفكير السليم .
دارت الأحاديث و ارتفعت القهقهة، و تجاذب الأخبار هنا وهناك، كانت الحوارات بين شدّ وجذب تناول الأول طرف الحوار وقال مارأيكم في بعض المقالات الصحفية؟
فأنا بالنسبة لي أجد المقالات كفنجان القهوة ك، أحياناً مرة وتعكر صفو مزاجي، وأحيانا أجدها سكر زيادة وتعدّل مزاجي، وتارة أجدها بلا نكهة لا تؤثر في مزاجي قيد أنملة، أمّا الثاني فقد جحظت عيناه، واعتدل في جلسته ، وأسند ظهره بحماس وشدّه الحوار ، فقال، أمّا أنا فأجد المقالات الصحفية خير معيناً، لفهم الأخبار ومايدور حول بالعالم، وتوضح المبهم؛ كالتحليل، والتنقيح، وتسهّل ماهو صعب على الفهم العادي، ولا يهدأ لي بال إلا بتناولها كمن ( يفصفص حب الشمسي)، إلى أن أشبع نهمي من الأخبار والمعلومات .
بينما أخذ الثالث طرف الحوار -وهو يفكر والجميع ينتظر مايقول- هو دائم التفكير، ويبحث عن المرادف، وضد الكلمة، أطرق بكلمة وسكت! ثم أكمل: المقالات الغامضة، والمبهمة تشدّني، فهي كاللغز، وتحتاج لمن يتعمّق فيها ويفككها. وقد يكون المعنى في قلب الشاعر، لا يفهمها أحد وضحك (ها ها ها بس، لازم أفكّها ).
تناول الرابع خيط الحوار بلياقة، وبكل لباقة قال: المقالات يا أعزائي؛ نحن لا نحكم عليها، ولابد أن تكون لدينا روح رياضية، لنتقبّل جميع الأساليب، والتنوّع مطلوب ك، فلولا تنوّع الأذواق ( لبارت السلع )
أما الخامس والذي أخذ دفة الحوار وهو (يتخلخل) بعود الأسنان بعد انتهاء وجبته، فقد عبّر عن رأيه، وأنه يفضّل المقالات الدسمة، والمحشوّة بالمفردات الثقيلة، والمعبّرة عن كل ماهو شهي، ولذيذ، للمتابعة وإلا فلن يقرأ.
و ياترى مارأيكم أنتم؟
ماذا عنكم ؟