السيد الشخص.. يوضح: صناعة القدوة والمثل الأعلى المطلق في القرآن
رقية السمين _الدمام
من منطلق المفهوم القرآني للأسوة الحسنة وعلى ضوء فكر الشهيد الصدر؛ أكد السيد إبراهيم الشخص في خطبته ليوم الجمعة من مسجد الشيخ محمد آل عيثان رحمه الله بالأحساء، على أن المبادئ والقيم لا يكفي بأن تبقى على مستوى الاعتقاد والفكر، إنما هي بحاجة لأن تُنفذ عملياً، عبر تجسيدها بصنع رمز أو مثل، يحدده المجتمع لأجل الوصول إلى أهداف أفراده المشتركة .
ودعّم السيد الشخص نظرية الشهيد الصدر عبر التطرق لنماذج المُثُل العُليا بالمجتمعات، موضحاً أثر كل نموذج على محيطه. “مثل منخفض، مثل محدود، مثل مطلق”. قائلاً: وفقاً لطرح الشهيد الصدر إن المجتمعات تسير بناءً على ما تتخذه من قدوة ومثل. فإذا كان مثلها الأعلى منخفض القيم والمبادئ قياسا لقيم الشريعة الإسلامية فسوف تتوقف مسيرة المجتمع، أو تكون متسافلة، و تقدّس مبادئ وقيما تدحرجها نحو الهاوية.
وتابع في ذات السياق مبينا المثل ذا الأفق المحدود في رؤيته، لتحقيق متطلبات وأهداف مرتهنة بالمستقبل القريب، وحل المشاكل الآنيّة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية التي يعاني منها المجتمع. سيشكل عائقاً في تقدم مجتمعه، ويجعله في ركود فكري وحركي، ضمن سباق بقية المجتمعات في مسيرتها نحو التقدم.
و ألفت إلى أن المجتمع قد يخطئ كذلك في تحديد مثله الأعلى، أو لا توفر له قدوة مناسبة لطموحه، مما يدفع أفراده لـِ اللجوء إلى خياراتٍ لا تستحق أن تكون أمثلةً يحذون حذوها.
كما نوه إلى أن الأهداف والمصالح الأساسية المشتركة لأفراد المجتمع هي التي تؤطّر نمط القدوة والمثل الأعلى، الذي ستحقق به هذه المصالح والأهداف. ملفتا إلى حجم المسئوليّة التي تقع على عاتق أفراد المجتمع، في فرز الأفضلية من حيث المبادئ والقيم والرؤية التي من خلالها تتسع آفاق المجتمع أو تضيق، سواء كان بينهم أو شخصية تاريخية.
وختاماً قال: “إن التقدم المجتمعي ينتج عن رغبة المجتمع في تجدد غاياته وأهدافه، فلذلك هو بـحاجة لـ فرز وصناعة قدوة مُطلقة، تمثل قِمة المبادئ والأخلاق والأهداف الساميّة له. وقد صرّح القرآن الكريم بذلك في الآية المباركة (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) فهذه المقومات تمثلت في رسول الله صلوات الله عليه، ومن تبعه في نهجه وسلك سلوكه. حيث أن هذا النهج يصل بكل أطياف المجتمعات وأفرادها في نهاية مسيرتهم إلى المثل المطلق، الذي يدبر ويرفع من خلال شريعته كل ما يمكن أن يكون مشكلة وسبب في تدهورها وانحدارها، وهو الله عز وجل. لذلك فإن كل من يتصل بالله هو بالنتيجة الأسوة الحسنة و المثل الأعلى المطلق الذي عبر عنه الشهيد الصدر في دروسه التفسيريّة.