السلمان.. رجب أول المحطات الإلهية لتهذيب النفس
رقية السمين، فاطمة الناصر- الدمام
دعا سماحة السيد علي الناصر السلمان إلى الوقوف في محطات التزود الروحانية، وتأمل المنعطفات التي يمر بها الإنسان خلال مسيرته في حياته، والالتفات إلى ما يضعف توجهه وإقباله على الله، ويؤدي لحجبه وانحرافه عن “جادة طريق أهل البيت”.
جاء ذلك في حديثه عن فضل شهر رجب في خطبة الجمعة الأولى للشهر الأصب بجامع الإمام الحسين عليه السلام بالعنود.
وأشار إلى أن العبادات خلال هذا الشهر مرتبطة بأزمنة كـ ليال المبعث والرغائب، وبأمكنة كـ زيارة النبي (ص) وأداء العمرة، وهي كمحطات وقوف كل عام تعيد الإنسان إلى رشده الصحيح، ولها آثار روحانية تعمل على صيانة القلب، الفكر ، والروح.
وقال مؤكداً : “إن شهر رجب هو أولى تلك المحطات الإلهية التي يعمل فيها المؤمن على تهذيب سلوكياته، قلبه، فكره؛ بترك التعلق بالدنيا، وتغذية جانبه الروحي والعقائدي، واستلهام العادات العبادية والسلوكية من أهل البيت عليهم السلام”.
وختاماً تطرق السيد السلمان إلى عدد من التوصيات حول إحياء مناسبات أهل البيت عليهم السلام وزيارتهم، حيث أن غرة شهر رجب تصادف ولادة الإمامين الباقر والهادي عليهما السلام واستشهاد الهادي والسيدة زينب.
ومن جانب آخر خصص الشيخ محمد الناصر محور خطبته في يوم الجمعة بالعنود موقعية أهل البيت سلام الله عليهم في حياة الفرد المسلم، وتأثير سيرتهم التاريخية في سلوكه أيضا.
وتناول العديد من الآيات والروايات التي تؤكد بأنهم عدل الكتاب، وأن التمسك بهم واتباعهم ومولاتهم هو الصراط المستقيم، وهم بيوت الله التي أذن أن ترفع.
وبين الوجوه التي رآها المفسرون في معنى “بيوت”؛ حيث قال بعضهم أنها مساجد الله، فهي بيوته التي أذن أن يرتفع بناؤها، وتكون مدارس لتربية الأمة، ومنطلقا لإشاعة التعاليم الإسلامية.
وتابع قائلا بذات السياق إن أضرحة الأنبياء والأوصياء وبالأخص النبي(ص) والأئمة المعصومين بقاع مشرفة من الأرض، ويستجاب بها الدعاء أسرع من غيرها. ودعا إلى إشاعة ذكر أولياء الله، واستلهام مآثرهم، مذكرا بطلب الإمام الهادي (ع) من أحد أصحابه أن يدعوا له عند قبر الحسين.
وبين أن التعبير بالبيوت ليس المراد به البيوت المادية، إنما يقصد منه رفع مكانة أهل البيت، لأنهم حماة الإسلام، والضامن الوحيد لبقائه هو الاهتمام بعلومهم.
وبمناسبة ولادة الإمام محمد الباقر عليه السلام تطرق الشيخ الناصر لسيرته (ع) الاجتماعية والعبادية والعلمية، وما لها من تأثير عميق على أصحابه، على محبيه في الحاضر.