أقلام
حمّى الإنفلونزا.. تأملات قلم ساخر
إيمان الموسى
الأحجية تقول ما هو الشيء الذي لا تراه بعينك وتحدى ذكاء العلماء وأعجزهم عن إنتاج تطعيمات مضادة له والقضاء عليه، كحال الحصبة أو النكاف أو غيره من الأمراض التي انتصر عليها العلم. ؟
قد يتبادر إلى ذهن القارئ قلة الأفكار، أو سخافتها حتى أتناول الانفلونزا في مقال ساخر، ولكني أجدها مهمة جدا!
الإنفلونزا كاللص يتجول في المجموعات السكانية المختلفة، ومع كبر حجم الإنسان أمامه إلا أنه سيقوم بسلب عافيتك وصحتك (وسدحك كم يوم).
وإذا أصابك سيربك جهازك المناعي، فتشعر بوجع في العضلات وارتفاع في الحرارة وقشعريرة، وآلام بالمفاصل، ووجع بالرأس، ومخاط بالأنف، ورشح وسعال، والتهاب في ملتحمة العين.
الإنفلونزا كاللص يتربص بنا كل الفصول وخاصة في الشتاء، بسبب قدرة هذا الفيروس اللافتة للانتباه على تغيير زيه كل سنة، والتملص من المضادات التي أنتجها جهازنا المناعي في السنة السابقة.
وله ميزة لعينة إضافية: فهو ينجح مرة كل عشر سنوات في تغيير جلده بشكل متطرف، وإنتاج سلالات بقدرات هائلة، تنتشر في كل العالم تسمى فيروسات وبائية. وهذا اللص (الإنفلونزا) ذكي جدا، فهو يستطيع أن يتعرف على بعض الفيروسات ويتزوج (يتكاثر) ويكون سلالات مختلطة تضم فيروسات الإنفلونزا البشرية، وفيروسات إنفلونزا الطيور، وفيروسات إنفلونزا الخنازير، أيضا هناك إنفلونزار أسبانية، وإنفلونزا روسية.
حتى الحيتان في قعر المحيطات لم تسلم منه! ولو كان الإنسان يختلط بالحوت لأصبنا بأنفلونزا الحيتان.
حمانا الله وإياكم من هذا اللص المقيت.