ميراثُ السماء
محمود المؤمن
إذا ما تَدلَّت في الزمان مواجِعُكْ
ستزهر في الآفاق جوداً روائِعُكْ
و إن همَّشَ التأريخُ منك مواقفاً
ستَظهَرُ مَتناً تُستدرُّ منافعُكْ
تتوجَتَ ميراثَ السماءِ و كنزَها
فللهِ ما تُهدي إلينا ودائِعُكْ
هي الروحُ إن هامت بحبِّك عُذرُها
بأن التي أضفتْ جمالاً صنائعُكْ
تقدَّستَ يا باباً لخيرِ مدينةٍ
بها العلمُ كم قد داعبتَهُ مسامِعُكْ
تباهتْ بك الأمجادُ (أُحدٌ) و (خيبرٌ)
إذا ما استماتتْ في الدفاعِ طلائعُكْ
عنِ المصطفى كم كربةٍ قد أزحتَها
فكم ضَمّدتْ جُرحَ النبيِّ أصابِعُكْ
…
يُضيرُكَ دمعٌ لليتيمِ إذا همى
على الخدِّ تجري يا عليُ مدامعُكْ
و حقِكَ لا قصرُ الإمارةِ لا الهوى
و لا أيُ مُلكٍ تحتويهِ أضالعُكْ
تبرَّأتَ من زيفِ الزخارفِ فانحنتْ
تُقبِّلُ ما يُرضي الإلهَ دوافعُكْ
ذكرتُك و الأيامُ تلهثُ كلما
أفاضتْ جلالاً هاشمياً طبائعُكْ
بنهجِك ذابَ العاشقونَ فأدركوا
حقيقةَ ما تُسدي البياضَ بضائعُكْ
لوادي السلامِ القافياتُ توافدت
فلاحتْ على كلِّ الجهاتِ مرابعُكْ
بك اللهُ ألقى الحبَّ و الطُهرَ و العُلى
فيا سُعدَ من تُلقى عليه بدائعُكْ
…
جميلٌ من الإنسان أن يسرُجَ الرؤى
يُعانقُ كفاً في الغديرِ تُبايُعُك
حريٌ بأن يصغي لصوتِ ضميرهِ
فيشَّتمُ عطراً أجَّجَّتهُ مواضعُك
تُثيرُ الجمالَ الحيدريَّ على النُهى
إذا ما تجارتْ في النفوسِ منابِعُك
غمرتَ الجهاتِ الستَّ بالدفءِ مُسرِجاً
قناديلَ أفكارٍ فتسمو لوامعُك
نَهضتَ بأعباءِ المعاركِ مُنجزاً
طموحاتِ أجيالٍ تَظلُّ تُتابِعُك
تُغربِّلُ أرواحاً لوصلِكَ تدَّعي
فيمتازُ من تُسدى إليهِ مجامعُك
مَلأتَ القوافي النيِّراتِ قرائحاً
تَفيضُ جمالاً مذ تجلَّى تواضعُك