الطاهر.. شخصية الطفل تتشكل من الأشهر الأولى لولادته
صفى الحاجي – الدمام
اختمم الملتقى التربوي الخامس فعالياته يوم الثلاثاء الماضي بمحاضرة (ضياع القيم التربوية في عصر السرعه التكنولوجي)، والتي قدمها الدكتور مهدي الطاهر بمجلس عبدالأمير الناصر بالعنود.
وبين الدكتور مهدي الطاهر أن القيم صفات مكتسبة وليست موروثة، فلو كانت موروثة لم تكن هناك حاجة
ليرسل الله الأنبياء.
وأشار الطاهر إلى وصية الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام “وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته”.
وشدد على أهمية الأدب في المرحلة المبكرة من عمر الطفل، قبل أن يقسو قلبه، وينشغل لبّه، كما في وصية الإمام علي عليه السلام.
وتطرق إلى العولمة حسب تعريف (روبرسون)، وهي: الحداثة التي تتضمن تحقيق المساواة والتقدم والعدالة والديمقراطية، وتحكيم القانون والعقل، وتؤكد على الإنجاز والتكامل بين السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، وإهمال الثقافة القومية.
وعرف الدكتور الطاهر القيم بأنها: مجموعة من الصفات الأخلاقية، يتميز بها الإنسان، وتقوم عليها حياة الفرد والمجتمع، ويتم التعبير عنها بالأقوال والأفعال.
وشدد على أن من أهم مرتكزات الأسرة المطمئنة: الوعي، المحبة والمسؤولية.
وأوضح أهمية القيم، وكيف أنها تسهم في بناء الشخصيه السوية، وتُكسب الفرد القدرة على ضبط النفس، وتحمي الأفراد من الوقوع في الخطأ والانحراف، وتبعث في الفرد الإحساس بالسلام الداخلي.
وذكر أهمية مرحلة الطفولة، وكيف أن الطفل تبدأ شخصيته بالتشكل من الأشهر الأولى لولادته، فالإرادة والمسؤولية تتشكل بعمر 8 أشهر، والنمو النفسي من عمر السنة، النمو العقلي (الاختراع – التأليف – الإدراك) من عمر 18 شهرا.
وأشار أن 30 ٪من ذكاء الراشد وشخصيته تتكون في عمر 3 سنوات، والنمو الاجتماعي بعمر 5 سنوات.
ونوه في حديثه على أهمية القدوة. وأن الطفل يتعلم بشكل أسرع عندما يشاهد النموذج. وأن الوالدين هم المسؤولون عن غرس القيم، وأفضل دور لهم يكون في فترة الطفولة المبكرة. يليهم الأخوة والأقارب، ووسائل التواصل، والمدرسة، والمجتمع وثقافته.
وختم الدكتور مهدي الطاهر محاضرته بشرح لـ نماذج من الآليات التربوية لغرس القيم، مؤكداً على أهمية المحبة البينية الوالدية، لدورها الكبير في استقرار الطفل النفسي والعاطفي، فكلما كانت الطفولة مستقرة ستكون مرحلة المراهقة الشباب والشيخوخة هادئة مستقرة.