رن رررررن ررررن.. تأملات قلم ساخر
إيمان الموسى
تحدث كثير من المفارقات في بيئة العمل تثير أقلام الكتّاب الساخرين، الذين يرون مالا يراه غيرهم.
قصص ومواقف بعضها يجعلك تبتسم، وبعضها يثير فيك الضحك، والبعض الآخر يجعلك تتعجب.. بأي منطق تسير الأمور؟!
وكما هو شأن الحياة بمختلف بيئاتها ومجالاتها فيها الصواب والخطأ، وفيها المفارقات التي تستحق الوقوف عندها ونقدها؛ كذلك الحال في بيئة العمل، وسأتحدث عنها لأنها تعبّر عن معاناة الناس بأسلوب ينطوي على الحكمة والطرافة.
يقال أن هناك شركة وظفت (نملة) لما عرف عنها من جد ونشاط، حيث كانت تبدأ عملها باكرا قبل الجميع، وتنتج بكل سعادة ونشاط.
استغرب (النمر) -وهو رئيس الشركة- من كفاءة النملة، ولاحظ أنها تعمل من دون إشراف، ففكر في نفسه قائلا كيف سيكون عمل النملة في حال وجود إشراف عليها؟
فقام بتوظيف (صرصور ) خبيرا في الإشراف، ليعمل التقارير وينظم أوقات الحضور والانصراف. ثم قام بتوظيف (عنكبوت) لإدارة الأرشيف، ومراقبة المكالمات الهاتفية. ووظف أيضا (جرادة) خبيرة في التطوير الإداري. وبعد حدوث مشاكل في ميزانية الشركة احتاج لمستشار إداري مالي ، فوظف (البومة) للتدقيق وإيجاد الحلول. ثم وجد نفسه بحاجة لسكرتيرة تساعده فوظف (الذبابة) لخفتها وسرعتها.
النملة التي كانت تنتج وتطور أداءها بحرية، كرهت النظام الجديد: كثرة الورق، وضغط العمل، والاجتماعات التي تضيع وقتها، ..
وبعد وضع الاستراتيجيات التطويرية، وتقنين الميزانية؛ صار القسم الذي تعمل فيه النملة مكانا حزينا، الجميع فيه محبط، ولا يوجد به ضحك. هذا الملل والسأم أدى إلى تقصير النملة في عملها، فكانت تتجاهل الرد على الهاتف (يرن- ويررررن- ويرن) والمراجعون للشركة يشتكون عدم الرد على تساؤلاتهم عبر الخدمة الهاتفية، وتجاهل الإيميلات، فيا للعجب نحن في عام 2019 ومازال التخلف الحضاري موجودا!
يبدو أن ثقافة هذا المجتمع معدومة، مقارنة بالتطور الحداثي من حولها .. ولقد أصبح هذا ديدن موظفي الشركة، من (النملة) إلى (النمر)، حتى توقف إنتاج الشركة، وأعلنت خسائرها وإفلاسها.