الشيخ السمين يدعو لادراك الانتظار الحقيقي ويحذر من استغلاله
رقية السمين – الدمام
دعا الشيخ محمد السمين لـ تكاتف أطياف المجتمع بجميع طاقاته وشتى اختلافاته من قدرات علمية وشهادات أكاديمية الى جانب النشاطات الاجتماعية، بهدف توعية الأفراد لإدراك حقيقة، أهمية، وكيفية انتظار الإمام المهدي (عج).
جاء ذلك خلال خطبته المعنونه بـ (الانتظار الإيجابي.. خطوات عملية) يوم أمس في جماعة مسجد الإمام الحسن بسيهات حي السلام.
كما لفت إلى حاجة الأمة لـ تفعيل قضية انتظارها لـ إمامها بشكل حركي وإصلاحي.
وقال: “إن الانتظار هو ليس فقط الأمل الذي يعزز روح المقاومة في المنتظرين عن الزيغ عن الطريق الصحيح، إنما هوحركة إصلاحية توعوية متكاملة تتطلب تسخير كافة الجهود”.
وشدد السمين على ضرورة تصحيح التصورات التي رسخت في الأذهان عن ماهية الانتظار قائلاً: “الانتظار من المفاهيم التي تناولته عدة رؤى وتصورات، مما سلبه جانباً كبيراً من صفاته وغير دلالته بالتلاعب بـ مضامينه ومحتواه”.
وأبان أن الدعاء بتعجيل الفرج من الأبعاد المهمة للانتظار إلا أنه لا يقتصر على هذا المفهوم وحده.
و حذر السمين من التخلي عن القيام بالمسؤوليات الرسالية في ساحات المجتمع إنتظارا لظهور المصلح، مشيراً إلى أن هذا التصور يعد خللاً في فهم طبيعة العلاقة بين الظهور والتمهيد له.
وأضاف موضحاً التبعات التي تترتب على هذا التصور من تعطيل بعض التكاليف الشرعية والحراك المجتمعي نحو الإصلاح كالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف.
واستقبح التصور الخاطئ لدى البعض حول تهيئة ساحات الإنحراف في المجتمع، معللين ذلك بأنه لابد من إمتلاء الأرض بالمفاسد والجور والظلم، مفسرا ذلك من منظورهم أن أي حراك لإيقاف الفساد هو تأخير لسبب تعجيل الظهور.
وواصل قائلاً :” أن هذه الرؤية فيها تشويه للقضية المهدوية لأن الإيمان بعدم مواجهة المفاسد تفسح المجال لترسيخها في المجتمعات الإسلامية”.
وقال مستنكراً: ” لقد تمادى أصحاب هذا التصور بالحث على تحقيق هذا الشرط الموضوعي وهو اتساع مساحات الانحرافات من أجل تعجيل الفرج “.
ووضح قائلاً :” أن الانتظار ثقافة و مفهوم حضاري يطبع فكرنا و ينعكس على نمط حياتنا ورؤيتنا للمستقبل ولايتحقق إلا بالتأهب والترقب الدائمين للظهور بالإعداد والتهيؤ الفكري والروحي والسلوكي للمنتظر”.
الجدير بالذكر أن الشيخ السمين دعا في نهاية خطبته المصلين إلى التفرغ في ليلة النصف من شعبان بالعبادات والطاعات والتوجه لله وعقد الاحتفالات بولادة الحجة بالليلة التي تليها.