أقلام
زوجي أشقر.. تأملات قلم ساخر
إيمان الموسى
جلست أفنان مع صديقاتها في إحدى الأمسيات الرائقة. سهرة تسودها الألفة والمحبة بين الصديقات، فهن درسن جميعهن في نفس الصف الدراسي، وبعد التخرج كل فتاة منهن شقت طريق حياتها، في مجال الوظيفة والزواج .. واتفقو أن يجتمعو تلك الليلة من كل حدب وصوب تحت سقف واحد، فالبعض منهن يسكن بمدن بعيدة.
وبعد تناول العشاء جاء وقت التحلية، وارتشاف الشاي والقهوة. هنا بدأت كل واحدة تسرد حكايتها، وما حدث من تغيرات في حياتها ..
كانت أفنان فتاة عادية المظهر، لم تكن ذات جمال بالنسبة لصاحباتها، بل أقلهن جمالا. وتزوجت بعد انتظار طال أمده، حتى بلغت الثلاثين.
وجهت إحدى الصديقات كلامها إلى أفنان، وقالت: يقال أن زوجك جميل جدا؛ أشقر، ذو عيون خضراء، ممشوق القوام، وسيم، مثل (مهند بطل المسلسل التركي) فيا بختك! نحسدك عليه! فالنظر إلى جماله يكفي عن كل شي!!
أطرقت أفنان وتنهدت بكل ما أوتيت من قوة، ثم قالت: حسنا.. ليت عينيه الخضراوين تتحول إلى أملاك عقارية، وشعره الأشقر يتحول إلى محل لبيع الذهب، وقوامه الممشوق يتحول إلى رواتب تعادل مرتبات أزواجكم.. تعالت الضحكات والقهقهات من الصديقات من هذا الرد المفحم والمفاجئ، وقلن لها لماذا تقولين هذا؟!
فقالت: شبعت من جماله وعينيه الخضراوين وشعره الأشقر. فما فائدة جماله إذا لم يعمل، ولم يؤمّن حالنا المعيشي، فهو عاطلا عن العمل، وأهلي هم من يصرفون علينا، أما هو فمجرد زوج عن العنوسة، تمثال جميل بلا طموح. لا هم له غير استعراض قوامه وجماله ما أن يلمح ظل امرأه أخرى، ليرى نظرات الإعجاب في عينيها ويرضي غروره. هذا طموحه في الحياة فقط، فأين رجولته، ونخوته، وإعالته وقوامته!
صرت أكره جماله، وأتمنى لو أنه رجل متوسط وأقل من متوسط الجمال(فالرجال مخابر وليسوا مناظر).
ليته يقوم بإعالتنا وخدمتنا، وتكون لديه اهتمامات تبعث على احترامه؛ كالرياضة، أو الثقافة، أو أي هواية جميلة بدلا من هذه الحال.
وانقسمت الجلسة إلى فريقين؛ بين معارض ومؤيد، المؤيدون لأفنان تعاطفو معها، وأما المعارضون فهم من عشاق الجمال..