أقلام

ضيافة الله

 

جاسم المشرَّف

(شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله) الدعوة تحتاج إلى استجابة
وبمقدار مكانة ومقام الداعي تكون بهجة المدعو وحرصه على الاستجابة. والدعوة مفتوحة لكل الناس بلا استثناء حيث بدأت الخطبة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم “أيها الناس” فمن لديه اللياقة لأن يقف على ساحل جود الله وكرمه فسيحدوه الشوق لِ”أهل الكبرياء والعظمة وأهل الجود والجبروت وأهل التقوى والمغفرة”.

ولا يحظى بكرم الضيافة إلا من استجاب.
ومَن حرص بعزم على استجابة دعوة مَن أحب لن يشغله عن دعوته شاغل، وسيذلل في سبيله العقبات بكل قوة وصمود،يقول الشاعر:

لأستسهلنَّ الصعبَ أو أبلغَ المُنى
فما انقادتِ الآمالُ إلا لصابرِ

سيحرص الحبيب على أن يكون بأجمل صورة وأفضل هيأة لمقابلة ذلك المحبوب والدخول في ضيافته، ملاحظاً أدق التفاصيل مع بعده كل المنفرات،مستعملا كل ما يبهج محبوبه فلا يشم منه إلا الطيب ولا يسمع منه إلا المعروف ولا يرى منه إلا ما هو جميل،فكيف إذا كان السرُّ والجهر لدى الداعي على حدٍّ سواء؟ يرى ما فيه قلبك ويعرف ما يهجس في نفسك، ويدور في خَلَدِك، ومحيط بماضيك وحاضرك ومستقبلك فهو العالم بما خلق المقتدر المحيط بكل هذا الوجود.
فكيف سيكون حرص المدعو على التهيؤ لتلك الضيافة، وفي محضر المستضيف، ومع غيره من المدعوين؟

وعند الاستجابة نتهيأ بما يسر الداعي ويرتضيه، ونتأدب بآدابه، ومنها اللباس المناسب،(ولباس التقوى ذلك خير).

والداعي لا يكدر ضيافته بدعوة مَن كان دأبه التنافر والتخاصم إلا أن يتوب

اللهم واجعلنا ممن يسمع ويطيع ويستجيب ويكون من أهل كرامتك

متباركين بشرف الدعوة إلى ضيافة الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى