أغرب عادات الشعوب المسلمة خلال شهر رمضان
بشائر – الدمام
رغم أن المسلمين حول العالم توحدوا في العقيدة والعبادات، وجعلوا لفريضة الصوم التي شرعت في شهر رمضان مكانة خاصة، إلا أن الاختلاف طال بعض جوانبها المتعلقة بالجغرافيا وعلم الفلك، كتوقيت دخول هذا الشهر وعدد ساعات الصيام، فضلا عن العادات الخاصة في الاحتفال بهذا الشهر الكريم. فمنذ زمن بعيد والشعوب الإسلامية في شتى دول العالم، تراكم زخما تاريخيا لمجموعة من الممارسات والعادات الخاصة المرتبطة بشهر رمضان، ومنها ما ليس لها ارتباط بالدين الإسلامي نفسه، بل هي خصائص فريدة لشعب دون الآخر. رغم أن بعض هذه العادات تُعتبر غريبة إلا أنها تعبر عن مدى الإبتهاج والسرور الذي يغمر هذه الشعوب لقدوم شهر رمضان الكريم.
باكستان:
في باكستان وبالضبط في مدينة بيشاور، نجد إحدى أغرب العادات المتعلقة بهذا الشهر الكريم، حيث تتم إقامة حفل على شكل عرس، لتشجيع الأطفال الذين يصومون لأول مرة، حيث يُزَفّ الطفل وكأنه عريس بالغ مرتديا غطاء ذهبيا يزين الرأس. ومن العادات الغريبة كذلك في باكستان، مسابقة حرب البيض المسلوق، وتقام هذه المسابقة على مدار الشهر، حيث تبدأ منذ المساء وتنتهي قبيل موعد السحور.
موريتانيا:
أما في موريتانيا فمن عاداتهم الغريبة، استقبال شهر رمضان بحلق رؤوس الصبيان وأحيانا حتى الكبار، وذلك لكي يتزامن نمو الشعر مع هذا الشهر الكريم، و يسمونه “شعر رمضان” أو “زغب رمضان”. ومن أفضل عاداتهم كذلك رغم صعوبتها، الحرص على قراءة القرآن الكريم كاملا في ليلة واحدة.
إندونيسيا:
في إندونيسيا، يتم استقبال شهر رمضان الكريم بعادة قرع الطبول التقليدية التي تُعرف لديهم باسم “البدوق”، وتُقرع هذه الطبول الضخمة عادة للإعلان عن حلول شهر رمضان، وتُقرع كذلك بشكل يومي قبل أذان المغرب بلحظات، إعلانا عن حلول وقت الإفطار. وخلال شهر رمضان اعتاد المسلمون في إندونيسيا كذلك على فتح المساجد طول فترة الليل، من أجل تلاوة القرآن الكريم أو ما يطلقون عليه إسم “تدارس”. من العادات المميزة أيضا للحكومة الأندونيسية، أنها تمنح لطلاب المدارس إجازة طول الأسبوع الأول من كل شهر رمضان، من أجل التشجيع والتعود على الصيام، إضافة إلى تنظيم العديد من الأنشطة خلال هذا الشهر، كالخواطر الإيمانية والإفطارات الجماعية وإلقاء محاضرات وعبر من أحداث رمضان عبر التاريخ.
تركيا:
ووصولا إلى تركيا، نجد أن البيوت وخاصة تلك التي تضم الأجيال الكبيرة كالجد والجدة تفوح منها روائح المسك والعنبر وماء الورد، كما تنطلق منها الزغاريد فور الإعلان عن حلول شهر رمضان، ومن أغرب طقوس العائلات التركية في هذا الشهر، إهداء الزوج للزوجة خطابا لتجديد الولاء والحب لها، مؤكدا من خلاله أنه سيظل أمينا عليها وعلى أولاده وبيته، ومعتذرا إن صدر منه سوء اتجاهها، وبعد ذلك تقوم الزوجة بدورها بإهداءه سوارا فضيا، لتعبر عن محبتها له، هذا إضافة إلى عادة وضع خاتم الفضة داخل إحدى كرات الكفتة، ليكون من نصيب من يكتشفه خلال تناول وجبة الإفطار.
السودان:
أما الشعب السوداني، فمن عاداته الغريبة تجديد ربات البيوت لكل أواني المطبخ، استعدادا لقدوم شهر رمضان وترحيبا به، وعند كل آذان مغرب، يتم إطلاق المدافع إعلانا على حلول موعد الإفطار، ونفس الشيئ للتنبيه بالإمساك قبيل الفجر. وأكثر ما هو غريب لدى الشعب السوداني، وجوب الإفطار الجماعي في ساحات واسعة، حيث تجتمع كل الأسر للإفطار معا.
تايلاند:
وتعدّ أغرب العادات في شهر رمضان تلك التي يقوم بها التايلانديون، فكل أسرة تايلاندية مسلمة لا بد لها من أن تذبح ذبيحة احتفالا بالشهر الكريم، بينما تكتفي الأسر الفقيرة بذبح أحد الطيور فقط، لكن الغريب في الأمر أن رجل المنزل لا يأكل من طعام طهته زوجته حتى يأكل منه شخص آخر.
الكاميرون:
من أنبل العادات في شهر رمضان تلك التي يسنها مسلمو الكاميرون، فهم يحرصون على عدم غلق أبواب بيوتهم وشققهم طول شهر رمضان، وذلك رأفة منهم بمن أدركه الآذان قبل الوصول إلى بيته، فهم دائما على استعداد لاستقبال أي صائم للإفطار معهم والتعارف معه.
تختلف العادات والتقاليد التي ترافق قدوم شهر رمضان المبارك من شعب لآخر ومن دولة لأخرى، إلا أن القاسم المشترك بين كل هذه العادات، هو تعبير المسلمين على شدة فرحهم بحلول هذا الشهر وتعظيمهم له وذلك بنشر وتطبيق القيم التي يحث عليها الدين الإسلامي مثل التضامن والتسامح والصدقة وفعل الخير.