برودكاست: وسائل الجذب الإلكترونية
بقلم : عيسى بوموزة
لا عجب أن يشتكي بعض المربين من أطفالهم بأننا أصبحنا عاجزين عن إبعاد أطفالنا عن مغناطيس الأجهزة الإلكترونية، بل أنهم يواجهون هجوماً شرساً من الطفل حين منعه من تلك الأجهزة فتجده أحياناً يتحول لكائن مخرب وعصبي المزاج حال عزله عن تلك الأجهزة.
إن مصنعيّ تلك الأجهزة وماتحويه من وسائل استدراج للطفل كالألعاب الالكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي وغيرها يمتلكون أهدافاً عدة من ضمنها ( تغيير الأفكار والسلوكيات ) لمن يستخدمها .
ولتحقيق أهدافهم جعلوا من تلك الأجهزة والبرمجيات والتطبيقات تحقق الرغبة المفقودة في الأسرة لمستخدمها – وأنا أعني بذلك الأطفال لاهتمامي بسلوكهم – فالطفل الذي فقد المعجب به في البيت وجده في الإعجابات التي تحيط بماينشره في تلك التطبيقات ، والطفل الفاقد للحوار وحده في برامج الشات وتطبيقاته ، بينما الفاقد للحب في البيت فإن أي مانح للحب فيها سيجذبه ، وأما من يفتقد الإنجاز في حياته العملية الواقعية فحتماً سيجد ذاته المنجزة في تخطي مراحل لعبة ما ..
إن الفراغ التربوي الذي يعاني منه أطفالنا اليوم وجدوه في تلك الأجهزة ، والإهمال الوالدي المتمثل بالإنشغال عن الأولاد وتربيتهم عزز هذه العزلة الإلكترونية التي يعيشها أطفالنا اليوم .
رسالتي للآباء والأمهات .. شركات التكنولوجيا اليوم تحث الخطى لصناعة الطفل المنعزل عن المجتمع والمبتعد عن تطوير فكره وعقليته ليكون تابعاً لها فهي ببرمجياتها تعمل كالعقاقير التي تغير سلوك أطفالك ، لذا أصبح واجباً علينا اليوم أن لا نتغافل أو نتكاسل عن وظيفتنا التربوية تجاه هبة الله لنا حتى لا تحدث كوارث سلوكية ونفسية مدمرة لأطفالنا .