الذهان يسيطر على حالة الدكتور علي السلامة
رقية السمين – الدمام
نوه الدكتور النفسي علي بن جابر السلامةإلى أن السلوك العدواني أو الخوف منه يعتبر من أهم أسباب التنويم للمرضى الذهانيين في المصحات النفسية.
جاء ذلك في ملف معلومات عن مرض الذهان، أسبابه، أعراضه، كيفية تشخيصة وعلاجه، بتغريدات سيطرت على تغريداته عبر حسابه بتويتر.
كما أبان أن العدوانية ترتفع لدى الذهانين إلى تسعة أضعاف لمتاعطي المخدرات، وإلى الضعفين في حالات الذهان الانفصامي.
وأوضح بن جابر أسباب ظهور السلوكيات العدوانية لمصاب الذهان بقوله:” تظهر سلوكيات عدوانية من الذهاني لأسباب منها: تعاطي المخدرات، الاستجابة للضلالات والهلاوس، الخوف، ورداً على استفزاز الآخرين”.
وأكد أن اللغط الذي يقع فيه الكثير بأن الذهاني عدواني يعتبر من أهم عوامل الوصم المرتبط بالحالات العقلية، سببه السلوكيات الذهانية الغريبة التي تظهر على المريض احياناً.
وتابع: “كذلك المختصين ينتابهم شعور بعدم الارتياح تجاه المريض الذهاني نتيجة هذا الاعتقاد الخاطئ”.
وعزا بن جابر هذا الاعتقاد إلى الاعتلالات التي تندرج تحت الاضطرابات النفسية والسلوكية كعناصر للذهان وهي: الهلاوس، الضلالات، تشوش الكلام، تشوش السلوك، والجمود بأنواعه المختلفة.
وأوضح أحد سبل تشخيص المرض بقوله: “للذهان مكونات أساسية، متى ما حصل واحد منها أو أكثر أمكن أن يقال أن فلان لديه (ذهان)” .
وواصل قائلاً: “الذهان ليس مرضاً أو اضطراباً بل عرضا، ويكون عنصراً أساسياً في مجموعة من الاضرابات مثل الفصام العقلي (Schizophrenia) أو الاضطراب الزوراني (Delusional Disorder)” .
واستعرض عناصر الذهان مثل فقد الاستبصار (Loss of Insight)، وتدني القدرة على الحكم بشكل سليم على كل الأصعدة، (Judgement)، متطرقا لبعض العوارض السالبة له كـ الانعزال وفقد الاهتمام بمحيطه ونفسه، وتدني النظافة الشخصية، والتدهور الحياتي بشكل عام، وكذلك تبلد المشاعر وغيرها الكثير”.
ولفت إلى أن الذهان غالبا يبدأ بشكل مفاجئ وحاد ومربك بسبب تغيرات يمر بها المريض بشكل متسارع وملحوظ.
وأبان أنه في حالات مختلفة أخرى يكون ظهور الأعراض بطيئاً جداً، يستغرق تمامها عاماً كاملاً، إضافة إلى صعوبة معرفة متى بدأت الحالة، ومتى ظهر عرض معين.
وقال في السياق ذاته :”الذهان يصعب تشخيصه، ويدع ذوي المريض في حيرة من أمرهم، نتيجة غرابة تصرفاته، مما يصعب عليهم التعامل معه” .
وأرجع بن جابر ذلك إلى تشابه أعراض المرض المذكور مع اضطرابات أخرى كـ القلق الشديد، الوسواس القهري، الاكتئاب، ونوبات غضب، في حين اجتماعها يصفها المحيطون بالمريض بـ سلوكيات غريبة.
كما كشف أن الذهان قد يكون ثانوياً، نتيجة وقوع ضرر عضوي بالدماغ، الصرع، أو استعمال المواد المؤثرة نفسياً. أو قد يكون جزءا من اضطرابات أخرى، كالاكتئاب الشديد، أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، مفسرا أن طريقة ظهوره من اضطراب لآخر تختلف من ناحية الكيفية أو الشدة أو المدة.
وشدد على أهمية نشر الوعي حول حالات هذا المرض، وكيفية التعامل مع الذهاني، بقوله: “إن مشاكل المشاعر شائعة وقوية في الذهان، وقد يبدو المريض أنه غير مبالٍ ولا يتفاعل مع الأحداث كما في السابق، إلا أنه لا يعني أن المصاب بلا مشاعر”.
وقال منذرا: “مريض الذهان يحب ويكره ويرتاح ويشمئز، كما أن الخوف قد يسيطر عليه لأقل سبب، مما قد يجعله اعتمادياً على الآخرين ووجودهم معه.
وختاما صحح بن جابر المفهوم السائد عن فقدان الأهلية لمرضى الذهان للأبد، وعدم إمكانية شفائهم، بقوله: “الكثير من حالات الذهان إما أن تكون حادة أو مؤقتة وتزول، أو تكون مزمنة ولكنها قابلة للسيطرة عليها بل وعلاجها أيضاً، فهناك حتما عوامل كثيرة تحكم مآلات الذهان.