النمر: قيادة الأطفال للسيارات إلقاء للأبناء نحو التهلكة
ميمونة النمر- الدمام
طالب عدد من أهالي العنود والجلوية، بسرعة التدخل لظاهرة خطيرة تتزايد في العطلة الصيفية، ويجب التصدي لها من الأسرة والمجتمع والجهات المسؤولة.
حيث أثارت فاطمة عايش في رسالة تداولتها قروبات الواتس أب، عبرت فيها بامتعاض عن إستياء الشارع من قيادة صغار السن لسيارات تهدد حياتهم وحياة الآخرين.
في حادثة شهدتها؛ سببت لها هاجسا وسط استهتار الصغار وتساهل الأهل في ظل الرقابة المفقودة والتقصير حيال قضية شائكة يتحمل آثارها ونتائجها الآباء؛ وحينها لا وقت للندم.
وتابعت إن الأمر أصبح أكثر تعقيدا في شواهد حية تتكرر وسط تصاعد المواقف، آخرها كان يجلس طفل عمره بين 12 و14 سنه خلف مقود القيادة، جاهلا كل القوانين، ويسرع في أحد الشوارع فيكبح الفرامل فجأة حين تفاجئه سيارتي،حتى يرتطم وجهه بالمرايا ويلوذ بالفرار خوفا من مواجهة مصيبة كاد أن يرتكبها.
وأردفت:لا ألومه، ولا ألوم طيشه؛ بل أعاتب الآباء والأمهات، من تسول لهم أنفسهم السماح لهؤلاء الصغار بالقيادة دون السن القانوني، ودون أخلاق وضوابط.
وأشارت دعاء المبارك في حادثة أخرى تعرضت لها بالعنود، حين ترصد لها سائق لا يكاد يبصر الشارع من صغر حجمه وعمره 12 سنة، يقود سيارة (كبيرة)بسرعة؛ كاد أن يودي بحياتها لولا لطف الله وعنايته، وناشدت الأسر والمجتمع بضرورة الالتفات وتحمل عواقب الإهمال، مؤكدة أن أرواح الناس ليست لعبة.
وأضافت أم أحمد الدجاني أن شوارع بورشيد أشبه بالزقازيق الضيقة يقود فيها الصغار المركبات بتهور، وبدا الأمر أكثر خطورة؛ وكأنه في سباق الطرقات.
وأوضح عبدالله النمر المرشد الطلابي بمدرسة عتبة بن غزوان الابتدائية في حديث خاص لـ”بشائر”:”من الملاحظ في الفترة الأخيرة في مناطقنا المزدحمة قيادة الأطفال للسيارات والتي قد تصل لمرحلة (الظاهرة) مع عدم اتقانهم للمهارات الأساسية للقيادة فهل هذا إلقاء للأبناء نحو التهلكة أو ننتظر حدوث الكارثة حتى نتعظ؟؟!”.
ومن جانبة علل جعفر الأربش معلم في مدرسة عمرو بن معاذ الإبتدائية في حديثه لـ”بشائر”أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة انفلات المراهق وعدم السيطرة عليه، ومجاراة شريحة في المجتمع والذي يأتي؛ كضغط اجتماعي يجبر الأسرة للسماح لابنها بالقيادة.
وتابع متطرقا لوسائل المعالجة وعن دور المجتمع في توبيخ المراهق وأيضا احتضانه وتوجيه الملاحظات التي تجعله حذرا، مشددا على أن القيادة تكون وفق شروط متوافقة بالمكان والزمان وبعيدا عن أوقات الذروة.
وأكد على أن القيادة منظومة من فن وذوق وأخلاق، مع ضرورة تحصينها بجانب توعوي والتي تعتبر من أسباب السلامة من مخاطر العبثية والاستعراض والتفاخر أمام الأقران.
وحمّل المجتمع مسؤولية تأهيل المراهقين من خلال دورات وورش عمل تحفز في دواخلهم معنى القيادة الصحيحة، لتمكينهم ورفع الوعي الذاتي حتى يصل السن القانوني وهو ناضج تماما.
ولفت أن القيادة يجب أن تقترن بأهداف تصنع حسّ المسؤولية والضمير في سن مبكر، مع تعزيز السلوكيات الإيجابية ضمن أبجديات القيادة المهذبة والقدوة لما بعده.
الجدير بالذكر أن وزارة الشؤون الإجتماعية، عممت عبر اللائحة التنفيذية لنظام حماية الطفل بالإفصاح عن أي مخالفات يتم رصدها في هذا الجانب، حيث اعتبرت قيادة السيارات نوعا من الإساءة الجسدية للطفل، وذلك يجعله عرضه للحوادث والإصابات.
كما توجه للآباء وأولياء الأمور الذين يسمحون للأبناء بقيادة المركبات دون بلوغهم السن القانوني؛ بعقوبات تصل إلى حد السجن ونزع الولاية، علّها تكون بذلك رادعا للمتهاونين منهم.