رحلة استهلال.. هلال عيد ١٤٤٠
كمال الدوخي – الدمام
وصلنا حي العنود، كنا على موعد مع الدكتور إبراهيم المسلمي، أحد أعلام حاضرة الدمام في رصد الأهلة، جهزنا مستلزماتنا الشخصية، وانطلقنا بسيارته (الرنج روفر) إلى حي الجلوية حيث نقطة التجمع عند منزل الراصد سيد طالب الحسن.
يبدو على الوجوه شيء من الفرح وحالة من الترقب، ففي رفقتنا هذه المرة (تلسكوب) متطور، سيسهل عملية تحديد مكان الهلال بدقة.
صوت الدكتور إبراهيم من خلفي يقول (حددنا الوقت لن نتأخر كالمعتاد)، عندها ركب الحضور سياراتهم وعدت للسيارة برفقة الدكتور.
خلال الطريق بدأ المسلمي يوضح بعض النقاط حول الهلال، وتحدث عن خبرة سيد طالب الحسن الطويلة والتي سبقت لقائهما عام ٢٠٠٣م، وعندما وصلنا لنقطة تفتيش المطار تحول الحديث نحو كيفية دخولنا لطريق وعر وفي مكان يتم الرصد منه للمرة الأولى.
تجاوزنا الطرق الوعرة وعلى مسافة علق سيد طالب الحسن مع أحمد الناصر عند مرتفع، توقف الدكتور إبراهيم ثم أخذ نظرة وأخذ طريق بسرعة عالية عندها استطعنا تجاوز الرمال والصعود على المرتفع.
ارتجل المسلمي وتبعته بعد أن قمت بتجهيز الكاميرا لإلتقاط صورة للمكان، فأحاط بنا خليل المسلمي ابن الدكتور، وأحمد الناصر وبرفقته الراصد الخبير سيد طالب.
شرع محمد الجنوبي بتركيب التلسكوب استغرق إعداده أكثر من عشر دقائق، بينما توزعت المجموعة بين إعداد مكان للإستراحة وبين من ذهب لاكتشاف محيط المكان.
بدأ عدد من المستهلين بالتوافد على المكان، ليصل العدد إلى ١٨ شخص في البداية-العدد وصل ٢٧- عندها بدأت الأسئلة تمطر على الدكتور ليجدها فرصة لشرح مقدمة عن الاستهلال علمياً وفقهياً.
أشار سيد طالب بأن الموعد حان، ونهض الجميع بترقب للهلال، أحمد آخر انضم للمجموعة وبعد أن أثار الأسئلة في الجلسة بفضول، هو الآن يعلن عن رؤية الهلال وكان أول من رصد هلال شوال، لم استطع تحديد المكان الذي أشار إليه حتى بمساعدة التلسكوب، لكن أحمد الحجاب شاهده، خشيت أن لا أتمكن من رصده.
حينها أقتربت سيارة آخرى ترجل منها الشيخ مضر ليعلن بصوت مرتفع رأيته هو هناك، لم أتمكن كذلك من رؤية أي شيء وازددت حيرة، أصوات آخرى تعلن بينها سيد طالب الحسن عندها تأكدت من حقيقة الأمر.
بعد أن شاهده خمسة من الحضور رأيت الهلال شامخاً في كبد السماء، إلتفت على الدكتور إبراهيم المسلمي وجدته يهز رأسه تأكيداً لثبوت رؤية الهلال، أرسلت لفريق التحرير ثبت رؤيته لإعداد خبر عن رؤية شهود.
ارتفع صوت حيدر العبدالله بالدعاء، وإلتف حوله بعض الحضور، وكبر الشيخ مضر وكبر معه الجموع بتكبيرات العيد. وأذن المؤذن للصلاة ثم تناول الجمع بضع تمرات.
صلى الجمع بإمامة الشيخ مضر المؤمن، وبدأ المستهلين بالانسحاب بعد أن سجلوا أسمائهم كشهود، وبقيت مع الدكتور وسيد طالب ومحمد الجنوبي وخليل وأحمد الحجاب وأحمد الناصر.
أخذنا نظرة على بعض الكواكب، جمعنا الأشياء من حولنا لنترك المكان كما كان، في طريق العودة (جوال) الدكتور هدأ فالأخبار انتشرت عبر بشائر وصور الهلال وصلت إلى العراق.