شمعة وانطفأت
محمد عبدالجبار السمين
أن تفقد عزيزاً على قلبك بشكل مفاجئ شيء مؤلم ..
فكيف إذا كان الفقيد شمعة مضيئة لمن حوله ؟
هكذا كان الأخ العزيز المهندس عبدالمجيد بوصبيح (أبومحمد) والمشهور بـ(أبي غدير) شمعة مضيئة لم تنطفئ أبداً، عرفته قبل أكثر من اثني عشر عاماً، في إحدى رحلات العروج إلى الله في موسم الحج، فكان أحد المؤسسين في قافلة التقوى، تحت إرشاد وتوجيه سماحة الشيخ حسين العايش، واستمرت علاقتي بالفقيد حتى ثالث أيام العيد من هذا العام، فكانت رسالة التهنئة بعيد الفطر المبارك هي آخر رسالة منه.
خلال هذه السنوات من المعرفة وجدت فيه ما يميزه عن الكثير من الناس:
1. القلب الكبير: فلا يقابل الناس إلا بوجه بشوش، مبتسم، مرحباً بالصغير والكبير، موزعاً البهجة على من حوله، فضم قلبه كثيراً من الأحباء من كافة أطياف المجتمع، ومختلف الأعمار، وهو ما كان يجذب الكثير إلى شخصيته الرائعة.
2. الشعور بالمسؤولية: ولعلها من أبرز الصفات والخصال التي تميز فيها رحمه الله، فمن عايشه يلحظ مدى حرصه على المجتمع وحمله لهمومه، ومتابعته لكل المستجدات على الساحة الاجتماعية، ما يمنحه تصوراً واقعياً يؤهله لمعالجة ما يواجهه المجتمع من إشكالات .
جمعتني به عدة جلسات، فكان يتألم لما يجري على المجتمع وأبنائه، باحثاً عن أفضل الحلول، منظّراً بما يملك من رصيد اكتسبه من سنوات طويلة من الخبرة الاجتماعية، وتواجده في العديد من الأنشطة والفعاليات في حاضرة الدمام، والأحساء، ومساهمته كعضو في العديد من المشاريع الاجتماعية .
3. العلاقة مع النخب: كان ما يميز الفقيد الراحل علاقته المتينة مع نخب المجتمع، من كتاب وأكاديميين، بل كان يُعد أحدهم ومن أبرزهم، ومن جهة أخرى كان على علاقة وطيدة مع شريحة رجال الدين والفضلاء، وما يكنه من احترام كبير لها يعد ميزة من ميزاته، فشكل حلقة وصل بين الجهتين بشكل متوازن.
لقد خسرت الساحة الإجتماعية بـ انطفاء هذه الشمعة رقماً مهما يضاف إلى رصيدها من المفاخر الراحلة التي لا يمكن أن تُنسى.
رحمك الله يا أبا محمد رحمة الأبرار.. وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.