واحتشد الحزن
جاسم المشرف*
كان يوما ممتلئا بالحزن وحالة الأسى في أوجها
أرى عذابات قلبي تتكثف
صورٌ كالموج يدفع بعضها بعضا
ذكريات عشرين عاما احتشدت في لحظة
في مكة المكرمة وعرفة ومنى والمشعر الحرام والمدينة المنورة
في الأحساء والدمام في قهقهات الفرح وفي آهات الأسى في جميل مواساتك
في بلاغة تحفيزك وتشجيعك
في إشراقة بسمتك
في لطافة مزاحك
وحينما قادتني ذكرياتك إلى كربلاء أرهفت السمع حيث الحسين: “هوَّن ما نزل بي أنه بعين الله”
حينها انتظم تاريخك بين عيني كعقدٍ فريد يتزيَّن به كل من انتسب إليك.
لم ولن أنسى تلك الليالي التي يعم فيها الصمت ساعة السحر ولا أفتح عيني إلا وأجدك واقفا بين يدي الله مصليا ومناجيا
وتلك الأيام التي تتحرك فيها مع أترابك تخدم ضيوف الرحمن.
وحينما تضيق بنا السبل لنبحث عن مخرج في هذه الأزمة أو تلك تشع من حصافة رأيك فكرة تضيء الطريق.
وما أجمل حديث العشق حينما تتدفق كالنبع وأنت تتحدث عن زيارة سيد الشهداء صلوات الله عليه.
العفو يا صاحبي إذا تغشانا جمال السيرة تضيق بنا العبارة وتكفينا الإشارة
عُد إلينا ولو لحظة لتعرفَ مَن أنت
رحمك الله يا أبا غدير وحشرك في زمرة محمد وآله الذين طالما لهج لسانك بالصلاة عليهم ونبض قلبك حبا وولاء لهم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
*شاعر وأديب