رحيلٌ أثار الشجون
أمير الصالح
مع انطفاء كل شمعة من شموع أهل الوفاء من أبناء الأسرة أو المجتمع أو الوطن لأي منا، يُجند أهل الشيم من الاحياء بعض طاقاتهم أو كلها استنفارا كاملا لتأبين و التعزية و تكريس ذكر مآثر من رحل من تلكم الانفس الطيبة الوفية. هذا المقال كنت محتبسه في الادراج منذ فترة الا ان رحيل الاخ الصديق المهندس عبد المجيد بوصبيح المفاجئ اسرع بظهوره . بالتأمل قليلا في دوافع التفاعل الايجابي من قبل الاصدقاء و المحبين في التأبين لمن رحلوا ، لاسيما من هم بعيدين عن عشيرتهم ، نسرد اهم معالم الدوافع لحالة تضافر الجهود في تخليد اي رحيل من ابناء نفس الجيل او المنطقة الاصل في ميزاتهم الشخصية و ميزات من حولهم :
ميزات الاشخاص المؤبنين او المذكورين بالخير :
– حسن العشرة
– دماثة الاخلاق
– جميل اللفظ و بشاشة الوجه
– الابتعاد عن الخصومة
– الترفع عن السقطات
– الالتفاف حول النخب و اهل العلم و الفكر و الكتاب و الادب
– جميل التفاهم و الشعور بالمسؤولية و تجنب المشاكسة او المشاغبة او خلق الخصومة
– البذل على قدر الاستطاعة جهدا و وقتا و مالا و علاقات فيما يخدم المحيط الاجتماعي و الاسري
– كثرة المبادرات سرا و علانية
– حب الخير للجميع
– الابتعاد عن النقد السلبي او الاشارة الى المثالب ومواطن الانشقاق و العمل على حفظ افاق الحوارات الهادفة و السعي الجاد لخلق الاحسن
في المقابل هناك مجتمعات صغيرة او كبيرة حاضنة لزروع و زرع الشخصيات الملهمة و النماذج الصالحة و المجتمع الناجح . ومن اهم ميزات تلكم المجتمعات الوفاء ثم الوفاء ثم الوفاء و تجاوز الطبقية او العنصرية الفئوية . ادعي انا بان هناك فرص تتاح للكثير منا في المشاركة في ان يكون حاضن و مبادر و نموذج صالح لخلق او غرس النجاح و النماء . فلكل منا ميزة كأن يكون احدنا مبادر و اخر عملي و اخر متطلع لفعل الخيرات الا ان هم جمبع المميزين هو المساهمة الفاعلة في حراك يدفع لخلق ظروف او اوضاع افضل للجميع ؛ ايجاد جواب شاف و ملموس ل التساؤول و الترجمة الفعلية على الارض ل “كيف أستطيع أن أخدم مجتمعي و وطني دونما تعارض في المصالح؟ ” هي علامة فارقة في حياة ابناء المجتمع .
الحمد لله يحاول كل منا قدر المستطاع ان يحيط نفسه باشخاص ايجابيين و فاعلين و اجتماعيين من الأصدقاء والأصحاب الذين يتفرّدون بشيءٍ من التمييّز في الشخصية و السلوك لخلق حواضن متعددة و مفيدة . فقديما قيل من صاحب السعيد سعد و من جاور اللئيم ندم . في حاضرة الدمام عمقنا علاقتنا باحبة اوفياء و اكتسبنا الكثير من الاخوان و الاصحاب و الحواضن الجميلة الهادفة.
بين الحين و الحين يختطف الموت احد زهرات تلكم الحديقة البشرية الجميلة في حواضرنا ، فيجثو على صدورنا حزن و كأبة . الا ان وفاء الاحبة و الخلان و حسن الصنيع في بداية الفجيعة ينم عن كبير الوفاء و
حسن مردود الاستثمار في العلاقة .
الكثير الكثير ممن رحل عنا كانوا مصداق للوفاء و الحب الصادق و لعل رحيل الاخ المهندس عبد المجيد بوصبيح جدد الجرح في نفوس الكثير ممن يعرفه من قرب . رحم الله ابا محمد وكثّر الله من الاوفياء في مجتمعنا فنحن بحاجةٍ شديدة إلى استتساخ النماذج الوفية وأطال الله في أعمار المحيطين بنا و نسأل الله ان يخلف علينا عمن رحلوا عنا بالخلف الصالح .