بفقدك فقدنا الأصالة يا خال
جابر بوصالح
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
(راحو الطيبين)!
تتردد هذه العبارة دائما على لسان هذا الجيل، ولو تمعنا في تلك الفترة الزمنية أيام آبائنا وأجدادنا الذين عاشوا في ضاحية المبرز وبالأخص فريج الشعبة وحاراتها المصبغة والبراحة ووو… لوجدنا جيلا تأصلت فيه صفات جميلة وسلوكيات وعادات حميدة، وقلوب طيبة يصعب تكرارها هذه الأيام، وأصبحت من الذكريات.
بل صار المرء يندهش عندما يظهر من أحد الأشخاص شعور الطيبة، وحسن الظن، والبساطة والأريحية والتفاني، والإخلاص في المعاملات، والتنازل في الحقوق، والمبادرة لعمل الخير، وتعميق صلات الأرحام، وقضاء الحوائج، والقدوة الحسنة، والتربية الصالحة، واحترام الصغير للكبير، والحكمة في الرأي، والحرص على التواجد في أماكن العبادة، وإحياء المناسبات الدينية، والعقيدة الصافية، والبعد عن الإسراف والتبذير، وبذل النفيس للغير، وصفاء النية..
بفقدك يا خال أبو عبدالله عيسى موسى بوصالح فقدنا هذه الصفات، التي كانت من سماتك البارزة، وكلما فقدنا رجلا مثلك ينتابنا الفزع، والخوف من فقد المبادئ والأخلاق السامية والأصالة.
ذهبت يا خال وكلنا أمل أن لا تذهب معك تلك الصفات الحسنة.
ليت جيل هذه الأيام يتوقفون لينظروا مليا في حالهم، ويفكرون بالجيل القادم الذي سبطالبهم بالحفاظ على هذه التركة، وعدم نسيان ما بناه سابقوهم.
رحمك الله يا خالي العزيز رحمة الأبرار
يا من حمل الأصالة سلوكا ومسلكا…