قديِّسُ الخلود
بقلم: محمود المؤمن
تصوير: جعفر حيدر
قَلِقٌ يؤرِقُني الشُرودُ
مذ قيل غابَ .. فهل يعودُ ؟!
مذ قيل غاب مع اكتمالِ
البدرِ فاندَك العمودُ
سرعانَ ما عافَ الحياةَ
فإذ بأدمعِنا تجودُ
راضٍ بما قَسمتْ لهُ
الأقدارُ من تَعبٍ يَسودُ
وجهٌ بشوشٌ لم يُعكِرْ
صَفوَهُ الجُهدُ الجَهيدُ
مُستمسكاً بمناهجٍ خُطِّتْ
ليَسلُكَها الرشيدُ
ما حادَ عنها قيدَ أنملةٍ
و ما نُقِضتْ وعودُ
…
يأيها الركنُ الشديدُ
أطاحَ بي الفقدُ الشديدُ
هل يا تُرى يُجدي البُكاءُ ؟
و ما الذي يِهِبُ القصيدُ ؟
كم فاقدٍ لعِبَ الزمانُ
بهِ إذا نُعيَ الفَقيدُ
ما خلت أن الإرتحالَ
تَفطّرَتَ منهُ الكبودُ
لن يستطيعَ بأن يُخبِئَكَ
الترابُ و لا اللحودُ
اللهُ أكبرُ يا ” هلالاً ”
ضمَّ جوهرَكَ الخلودُ
فرِحاً بما أُوتيتَ من
فَضلٍ يَدومُ و لا يَبيدُ
…
قسماً بمبسمِكَ الشريفِ
بما تورِّدُهُ الخدودُ
بضياءِ وجهِكَ و هو يَحضِنُ
ما يَفيضُ بهِ الوجودُ
ستَظلُّ تَذكرُكَ الدهورُ
بقدرِ ما مُنِحتْ جُهودُ
جسَّدتَ بالخُلقِ العظيمِ
من التواضعِ ما يزيدُ
و بثًّثتَ نوراً نحو أفئدةٍ
يُكبِّلُها الصُدودُ
لك أيها القديِّسُ
يشتاقُ التبتُّلُ و السجودُ
للإنتظارِ نذرتَ عمراً
فيه يَنجذبُ النشيدُ