رأيت اللطف والرحمة بشرًا يمشي على الأرض

رباب حسين النمر
بعد شيوع نبأ رحيل الشيخ المعلم المربي الفاضل عبد المحسن النمر اتشح مجتمع الدمام بسواد الحزن، وخيمت أعلامه على قلوبهم الموجوعة وعيونهم الدامعة، واكتظ مجلس العزاء بوفود المعزيات، ولا سيما أن المجلس جمع فقيدين اثنين، الشيخ الفقيد عبد المحسن، والفقيدة السعيدة سكنة حسين النمر أم محمد، كما اكتظت قروبات الواتساب الاجتماعية بعبارات التعزية وتدفقت كلمات الحزن على الألسنة مع انهمار العيون بالدموع، بعد أزمة صحية قاربت شهرًا من الزمن رقد خلالها الفقيد السعيد في غرفة العناية المشددة تحت التخدير التام، ساد فيها القلق والترقب ولم تكف الأيدي عن الارتفاع بطلب الشفاء، والألسن عن الإلحاح بالدعاء وربط الأمل بخالقه وبأسباب السماء وإن انقطعت أسباب الأرض، ولا سيما أن الفقيد لعب دورًا بارزًا وملموسًا في تربية الجيل كبيره وصغيره أخلاقيًا ودينيًا، من خلال خطبه التي كان يلقيها في مسجد الرسول الأعظم، ثم في مسجد المصطفى، ومن خلال الاستقبال في مجلسه والإجابة على الاستفسارات الدينية والاجتماعية، ومن خلال الإرشاد الديني في رحلات الحج. ورسم الشيخ النمر رحمة الله عليه أنموذجًا رفيعًا في حسن الخلق ولين الجانب والتواضع والإنسانية والرحمة واللطف والبشاشة والابتسام الدائم، لقد رأيت اللطف والرحمة بشرًا يمشي على الأرض، يلمس ذلك كل من يراه ويحتك به ويعايشه من القرابة والعائلة والمجتمع. لقد بذل الفقيد السعيد وقته وجهده وكل طاقته لبناء المجتمع بأسلوب فريد جاذب قل نظيره. ولذا يعد فقده خسارة كبيرة فقد ترك وراءه ثلمة لا يسدها سواه. إنا لله وإنا إليه راجعون.