شاهيناز محمد – الدمام
يولد بعض الأشخاص بقدرات خاصة، وهم من يعرفون باسم Savant syndrome أو متلازمة العباقرة أو متلازمة الموهوب.. فماذا تعرف عن تلك المتلازمة؟ وهل هي مرض؟ ومن الأشخاص المعرضون للإصابة بها؟
متلازمة الشخص الموهوب “العبقري” لا يمكن اعتبار متلازمة الشخص الموهوب أو العبقري مرضًا بالمعنى المتعارف عليه، فهي ليست مرضاً عضوياً أو جسدياً ولكنه حالة نادرة للغاية تجعل من المصاب بها شخصاً ذا درجة عالية من الذكاء والاستيعاب، فتصبح لديه قدرات عقلية قوية في الكثير من المجالات مثل الهندسة والعلوم التي يصعب على العقول العادية فهمها، كذلك يمكنه تذكر الأشياء بسهولة، حتى أصبح البعض يتمنون الإصابة بها..
وسنجيب في هذا المقال على جميع الأسئلة التي تدور في ذهنك حول ماهية هذه المتلازمة؟ ولماذا تصيب الإنسان؟ ما هي متلازمة العبقري؟
متلازمة الموهوب أو العبقري هي في الحقيقة خلل نمائي عصبي، أو تلف أجزاء معينة بالدماغ، تصيب بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في المخ، مثل التوحد أو التخلف العقلي، ولكن هذا لا يعني أن هذه الفئة من البشر هم فقط من يصابون بتلك المتلازمة، فبعض الأشخاص أصيبوا بها بعد تعرضهم إلى حادث أو بعد إصابتهم بارتجاج في المخ، وبعد فترة من الزمن تظهر لهم قدرات عقلية كبيرة، ويكون لديهم قدرة إبداعية كثيرة في مجالات عدة. ويعتقد العلماء أن هذه المتلازمة تظهر لدى الأشخاص الذين لديهم اضطرابات في الدماغ، فتجعل المصابين بها قادرين على فهم أشياء معقدة يصعب على الأشخاص العاديين فهمها.
ومن المجالات التي تظهر فيها هذه المهارة هي الموسيقى والرسم والرياضة. أعراض متلازمة العبقري لم يحدد الأطباء أعراض لهذه الحالة، فأسبابها حتى الآن غير معروفة تمامًا، ولم يتفق العلماء على تفسير موحد لها، أو لسبب جعل أصحابها أشخاصاً حادي الذكاء، وبعض العلماء يرى بأن مرضى التوحد لديهم قدرات على التركيز على أشياء معينة فقط، وبالتالي فإن مرضى التوحد هم أكثر عرضة لأن يصابوا بهذه الحالة.
وتتمثل أعراض المتلازمة أولاً في الذكاء ، ففي كثير من الحالات يكون المصاب شخصًا حاد الذكاء، قادرًا على القيام بالعديد من العمليات الحسابية المعقدة في فترة قصيرة، ثانيًا الموهبة، فيكون لدى الشخص المصاب بهذه المتلازمة الموهبة والقدرة على الإبداع في مجال الرسم أو الفنون.
مشاهير يعانون من متلازمة العبقري هناك بعض المشاهير ممن لديهم قدرات فائقة يعانون بما يعرف بمتلازمة العباقرة ومن هؤلاء الأشخاص كيم بيك، وهو أحد الأشخاص الذين يعانون من التوحد ولدية قدرات عقلية فائقة، فخلال حياته كان يحفظ أكثر من 12 ألف كتاب من بينها الكتاب المقدس، كما أنه كان خبيرًا في أكثر من 15 مجال منها الموسيقي والأدب والجغرافيا، وغيرها من المجالات.
وفي تجربة أجريت على كيم، قام بقراءة صفحتين في نفس الوقت، فالعين اليمنى استطاعت قراءة الصفحة اليمنى، بينما تمكنت العين اليسرى من قراءة الصفحة المقابلة، واستغرق قراءة الصفحتان وحفظهما 8 ثواني فقط.
ومن الأشخاص الذين لديهم هذه القدرات ليزلي لميك، التي ولدت بمشاكل بالمخ وأصيبت منذ ولادتها بالشلل الدماغي، وبسبب إصابتها بالجلوكوما اضطرت إلى إزالة عينيها جراحياً، ورفضت والدتها تربيتها بينما تولت رعايتها ممرضة محلية، وفي عمر الـ 16 كانت ليزلى قادرة على عزف مقطوعة تشايكوفسكي رقم 1 بسهولة على الرغم من أنها لم تحصل على أي تدريب على البيانو، ولم تستمع إلى الموسيقى إلا مرة واحدة فقط، وكان هذا سبباً في إقامتها حفلات موسيقية في الولايات المتحدة واليابان وظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية الأمريكية.
جايسون باديجت، الذي كان ذكاؤه عادياً، وفي أحد الأيام تعرض إلى السرقة والتعامل العنيف حتى أصيب بارتجاج شديد بالمخ اضطر على إثره البقاء في المستشفى لعدة أسابيع حتى يعود لطبيعته، لكن بعد أيام من شفائه اكتشف أنه أصبح عبقريًا، فقد أصبح قادرًا على رسم لوحات ذات تفاصيل معقدة للغاية ينبغي على الشخص الذي يرسمها أن يكون ملمًا بالرياضيات واللوغارتيمات.
