مزاد
فاطمة الشيخ محمد الناصر
تعددت المسميات للمزادات من مزاد خيري أو فني أو تجاري أو عقاري، لكن الغرض واحد من تلك المزادات هو البيع وتبدأ عملية البيع بطرح رقم معين أي سعر للشيء المراد بيعه بوجود مجموعة من المشترين الذين يشاركون بعملية المزايدة حتى الوصول لنهاية معينه هذه النهاية هو الرقم المطلوب للشيء المعروض للبيع وقد يزيد السعر عن المحدد وهو المترقب غالبا في عملية المزادات، من الممكن أن يكون المشترين قادمين من شركات كبيرة ومن دول متعددة أو من الهواة، إذ أن بعض المزادات تعرض أشياء نادرة كالأثريات للعصور القديمة أو لوحات لفنانين مضت على لوحاتهم عصورا.
وإذ رصدنا مزادات الكتب حول العالم فكما يبدو لنا متواضعا ومن المحتمل أن نقل مثل تلك المزادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي محدود، فليس بيع الكتب شأن يهم المجتمع العربي بشكل عام وقد يهم المهتمين فقط في الجانب الثقافي بشكل خاص، فمنذ سنين مضت اعتزمت دار سوثبي أن تعرض كتابا من الاحدى عشرة كتابا “مزامير الخليج” المتبقية والتي طبعت في أميركا في مزاد علني ومن المتوقع أن يصل سعره ثلاثين مليون دولار وهي من أغلى الكتب تاريخيا تعتبر، وصف رئيس قسم الكتب في سوثبي ديفيد ريدين هذا الكتاب بأنه “أسطوري نادر، يجسد القيم التي نشأت عليها أمتنا وهي الحرية السياسية والحرية الدينية” نقلا من نيويورك-رويتز.
من المؤكد لسنا بصدد أن نوجد مزادات بهذا المستوى الفاحش لبيع الكتب إنما هو ضرب مثال لتوجهات بعض الدول، وليس المجتمع العربي يخلو من تلك المزادات، ففي المملكة العربية تواجدت مزادات الإبل والطيور والسيارات وأول مزاد خيري للفن المعاصر في جدة، حيث احتوى ثلاثين لوحة لعدد من فنانين المنطقة وخارجها، ومن هنا يتبادر في أذهننا لما لا نجد مزادات تعرض الكتب بصورة بسيطة كتشكيل مجموعات في مواقع التواصل بحث يبدأ المهتمين في هذا الجانب بعرض ما لديهم من مجموعات قيمة، فالكثير في حاضرنا ممن يحضرون للدراسات العليا أو الباحثين يتكبدون العناء للحصول على بعض العناوين.
إن نشر الثقافة لا تقف عند طريقة أو أسلوب معين، إنما يستطيع أي فرد في المجتمع يُنيط هذا الدور ضمن أدواره في الحياة، فمن خلال تجربتنا تواجد عدد كبير من الكتب فوق أرفف مكتبتنا استدعى بعرضها للبيع بسعر أقل من سعرها الأساسي فلا مردود مادي عائد إلينا بقدر أننا ننشر الثقافة بطريقتنا، ووجدنا اقبالا جيدا من رواد القراءة ومحبوا المعرفة.
فعملية رفع الثقافة والتشجيع على القراءة يتعدد حسب الجهة أو الفرد المهتم بهذا الجانب، بالمقابل هو عمل يصنع حضارة رصينة وواعية.