السيد الخباز: للنبي الأكرم سمات ملكوتية
زينب علي- الدمام
تطرق سماحة السيد منير الخباز، إلى موضوعي العلم اللدني والعصمة، موضحاً السمات الملكوتية في الشخصية المحمدية.
جاء ذلك في مساء الجمعة ليلة السابع من شهر محرم، بمسجد الحمزة بن عبدالمطلب في سيهات.
وبدأ سماحته بالحديث عن (العلم اللدني) من حيث إمكانية التحصل عليه، مثيرا تساؤلاً “هل يمكن للإنسان أن يحيط بمعلومات هائلة ومتنوعة من ناحية فيسيولوجية بالدعم العلمي التجريبي؟” مجيباً بمحصورية علم الإنسان، ومبينا أن الدماغ محدود فيزيائياً ولكن العقل لا حدود له.
كما وضح ثلاث خصائص مهمة للدماغ وهي: الذاكرة والذكاء والقدرة على معالجة المعلومات، مبينا أن الذاكرة تعني سعة التخزين باستخدام الخلايا العصبية الموجودة في الإنسان.
وأشار إلى نفي بعض العلماء مقولة “أن الإنسان لا يستخدم إلا 10% من دماغه” من ضمنهم جوردان لويس(Lewis) وسام ماكدوگَل(McDougle)، ناقلاً ما ذكره پول ريبَر (Reber) في مجلة العلوم الأمريكية من أن لدماغ الإنسان العادي القدرة على تخزين معلومات تفوق 300 سنة في أقل من رمشة عين.
وبين أن الذكاء مرتبط بالدماغ والعقل، مشيراً أن الدماغ هو الجهاز الأبيض الموجود فيزيائيا في الرأس، أما العقل فهو تواصل الأعصاب في الدماغ، وليس لها حدود وعددها يفوق الوصف.
كما لفت أن معدل ذكاء الإنسان الطبيعي مقياسه 100 درجة، وما زاد عنها فهو ارتفاع في معدل الذكاء، وما يقل عنها يعتبر تناقصا في الذكاء. متطرقاً أن الخبراء يحددون درجة ذكاء آينشتاين بـ 160 درجة، ولكنه ليس الأذكى في العالم، إذ وُجد شخص يدعى وليام سيديس يفوق آينشتاين من خمسين إلى مئة درجة في سلم الذكاء.
وقال: “قدرة الدماغ على معالجة المعلومات بعيدة عن التصور، إذ يقول عالم الأعصاب التايواني الذي يعمل في أستراليا سِن هوا يو (Hsin-Hoa Yu) إن العين تتعرض في الثانية الواحدة إلى نصف مليار فوتون (Yu)”.
وأشار أنه بحسب موقع الموسوعة البريطانية فإن عين الإنسان تتعرض إلى عشرة ملايين بيانة (bit) في الثانية، والبيانة تختلف عن الفوتون، منوها أن جلد الإنسان يتعرض إلى مليون بيانة، والأذن تتعرض إلى مئة ألف، كما أن الأنف يتعرف إلى مئة ألف أيضا. واللسان يتعرض إلى ألف، والعقل الواعي يستطيع فقط معالجة 50 بيانة في الثانية، والباقي متروك للاوعي يأخذ منها ما يريد على حسب الأهمية.
وذكر أن الله سبحانه يريد أن يعم العدل والرفاهية في الأرض، وهذا يتطلب عقلية مثالية لبناء دولة تنطبق عليها هذه المواصفات، لما تحتاجه من مهارات سياسية واقتصادية، وعلوم مختلفة تلبي كافة الاحتياجات.
وأشار أنه بإمكان الإنسان العادي فسيولوجياً التصدي لكل هذه الأمور، ولا عجباً أن يحيط النبي محمد(ص) بمثلها، موضحا أن للقرآن بعدان: مادي وهو ما بين الدفتين، وتجريدي وهو ما نزل على قلب محمد من علوم ومعارف بمضامين قد لا يحصيها كتاب، مستدلاً سماحته بـ 32 رواية على إحاطة الرسول(ص) بالعلوم اللازمة لإقامة الدولة العادلة.
وتطرق سماحته إلى اللاوعي من خلال نظرية فرويد في تقسيماته الثلاث وهي الاحتياجات المادية (Id)، الذات المنطقية (Ego)، العيش بسلام وهدوء مع الآخرين (Superego).
وتعرض سماحته إلى التفكير الآلي من خلال منطق (دانيال كانمان) و (ارون بِك)، وتنص الفكرة على أن الكثير من الأفعال لا تحتاج إلى تركيز بعد التدريب، مثل قيادة السيارة، وتأدية الصلاة. بينما توجد أمور تحتاج إلى تركيز مثل الامتحان والتحقيق، لافتا إلى أن الإنسان يستطيع التحكم في لاوعيه من خلال التدريب.
واستنتج إنه من المستحيل أن يأمر الله بإطاعة بشر يخطئ، والخطأ لا يمكن منعه إلا بتحصين النفس بالعصمة.
ويميل سماحته إلى أن العصمه أمر ذاتي، وقرب بأمثلة مثل الشجاعة والكرم والذكاء على أنها جميعا أمور ذاتية. وتساءل قائلا: “هل للجينات أثر في هذه الخصائص الذاتية؟” وأكد أن لللأنبياء والأوصياء قدرة على فعل المعصية ولكنهم لا يفعلونها، وعندهم القوة الذاتية على كبحها”.
وختم سماحته بأن العصمة مساوقة للعلم،موضحًا درجاتها: علم اليقين، عين اليقين، حق اليقين، وصدق اليقين. مشيرا إلى أن رسول الله محمد(ص) بلغ أعلى درجات اليقين.