الشيخ الموسى: التنازل خطوة للوصول لحياة متكاملة
زينب علي- الدمام
ذكر سماحة الشيخ عباس الموسى أن التنازل خطوة للوصول إلى حياة متكاملة سواءً كان في العلاقة الزوجية أو الصداقة أو الرحم أو الجيرة. مشيراً إلى أن التنازل ولو من أحد الطرفين يؤدي إلى المودة والتسامح والصفاء بينهما.
جاء ذلك في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الكاظم في الأحساء بمنطقة العمران.
واستشهد بالآيات المباركة موضحا أجمل صور التنازل وهو (الهجر الجميل) الذي أمر الله به رسوله الكريم، ومعناه: الترك مع الشفقة، وغير المصحوب بلوم ولا عتاب.
مبيناً لطافة النبي(ص) في التعامل مع قومه، حيث كانوا يؤذونه وهو يستحي أن يجرح مشاعرهم بل كان يعفو عنهم. لافتاً إلى روحية النبي الأعظم وسجاياه الكريمة في مختلف الجوانب، ناصحا بالاقتداء به.
كما ونوه بأن التنازل لا يعتبر ضعفاً في الشخصية، بل خلُقاً كريما، ويدل على الشجاعة.
وأشار إلى أن النضج الفكري والعاطفي يتجلى في تنازل أحد الزوجين لاستمرار الألفة بينهما، أو حينما يتنازل الأخوة حفاظاً على علاقة الرحم، مستعرضا بعض الصور من المشهد الاجتماعي.
وقال: “قد يختلف بعض الإخوان مع بعضهم في مسألة إرث مثلا، وقد يخطئ بعض الإخوان في حق إخوانه لأسباب تافهة، فيتشدد الطرف الآخر، ويحمل في قلبه على أخيه أو أخته لمجرد هذا الخطأ، ولا يقبل الصفح عنه إلا بالاعتذار المباشر، ويعتبر ذلك حقا من حقوقه! أليس الأفضل أن يتنازل ويعفو ويصفح عن أخيه مهما كان الخطأ؟”.
وتابع متحدثا عن أثر (التنازل) في العمل الاجتماعي، مؤكدا أن الأهم النظر للنشاط الاجتماعي نفسه، لا الأمور الهامشية المحيطة به.
وتساءل قائلاً: “هل التنازل عن الحق منقصة؟”، موضحا أن من طبيعة الحياة الدنيا وجود المشاكل والاختلافات بين البشر، مشيرا إلى أن الاختلاف من سنن الحياة، مشددا على أهمية مواجهة الإساءة والخطأ بـ الصفح، وإعطاء فرصة للمسيء كي يعيد حساباته، ويغير سلوكه.
ومثل بأجمل الناس صفحا وهو سيد البشرية النبي الأكرم (ص)، مبينا اتصافه بـ (الصفح الجميل) الذي لا يكون مقرونا بالغضب أو التذمر، مهما كان الموقف صعبا ومؤلماً.