الشيخ الموسى: كثير من الظنون سيئة وينبغي اجتنابها
ميمونة النمر- الدمام
استعرض سماحة الشيخ عباس الموسى عددًا من الآيات المباركة شارحاً على ضوئها معنى الظن، وضرورة اجتنابه، وعدم التعويل عليه في الحكم على الآخرين، وآثاره وعواقبه على الحياة الاجتماعية.
جاء ذلك في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الكاظم في الأحساء بمنطقة العمران.
وأشار إلى ارتباط الظن بالإثم، مؤكدا أن الكثير من الظنون سيئة وينبغى اجتنابها.
وقال: “الظنونَ التي تساورِ الإنسانَ تجاهَ الآخرينَ إمَّا أنْ تكونَ حسنةً وإمَّا سيئةً، ولكنَّ أكثرَها سيئةٌ لذا ينبغِي اجتنابُها، وهي داخلةٌ في دائرةِ الإثمِ. أمَّا الظنونُ الحسنةُ فلا إشكالَ فيها بلْ لا ينبغِي اجتنابُها لأنَّها توطِّدُ العلاقةَ بالآخرينَ”.
وأبان أثر سوء الظن على الإنسان نفسه، حيث أن من يسيء الظن يفقد الإيمان، لأنه شر يأتي بشرّ، لافتًا إلى عواقبه الوخيمة، ليس على النفس فقط؛ بل سيتسع مداه كانتشار المرض في المجتمع.
واستطرد قائلًا: “الأمراض الفتاكةُ التي تضرِبُ جذورَ المجتمعِ وتماسُكَه وروحيته كثيرةٌ جدًّا، وأتحدثُ اليومَ عن أهمّها وهو سوءُ الظنِّ).
كما تطرق إلى موارد الوقوع في سوء الظن ومثّل لها بأمثلة من واقعنا اليومي، مثل المسارعة إلى ترجيح أسوأ الاحتمالات والتغافل عن الاحتمالات الحسنة في مثل التأخر في الرد على رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونوّه بأن الشريعة الإسلامية تندد بسوء الظن بالمؤمنين، موضحًا أن هناك تبريرات إيجابية لو أدركناها فلن نُضْطر إلى الوقوع في سوء الظن، ولن نحتاج للاحتمالات السلبية.
وذكر سيرة الرسول(ص)، وكيف كان يعلم المسلمين حسن الظن بالآخرين، متسائلا كيف لا نتحرك لذلك ونحققه على أرض الواقع.
وأردف قائلاً : “لوْ وقع الإنسان قهرا في إساءة الظن بالآخرين فعليهِ أنْ لا يتتبعَ عيوبَ الآخرِ بحيثُ يكتشفُ شواهدَ على المحملِ السيِّء الذي حملَ عليهِ تصرُّفَ الآخرِ”.
وتابع في ذات السياق: “ومَنْ يُسئ الظنَّ تنعدم ثقتُهُ بالآخرينَ، ويبتعدُ عِنِ المجتمعِ، وتنقطِعُ روابطُ المحبةِ بينَهُ وبينَ الناسِ، ويؤدِّي بِهِ في النهايةِ إلى العُزلَةِ عنِ الناسِ”.
ولفت إلى أهمية أمرين، قائلا: “في بعضِ الأحيانِ يضعُ المؤمنُ نفسَهُ موضِعَ الشبهة والتهمةِ، ولِذا نبَّهَ أهلُ البيتِ أنْ لا يجرَّ المؤمنُ بتصرفاتِهِ ما يحمل الآخرين على إساءة الظنَّ بِهِ”.
فيما استعرض بالنقطة الثانية حدود حسن الظن، قائلا: “حُسنَ الظنِ رغمَ إيجابياتِهِ إلَّا أنَّ لهُ حدودًا، مِنْها أنَّه يكون في حال التردد، أمَّا إذا علِم الإنسان يقينًا بقيام شخص بفعل سلبيٍّ فلا مجالَ لحُسنِ الظنِّ).
وأكد، أن حُسن الظن لا يَعني التفريطَ في التعامُلِ معَ الآخرينَ بثقةٍ مطلقة، بل يجب عدم المبالغة في الاستئناسِ بالشخص وكشفِ كل الأسرار إليه”.
ونوّه بوجوب التحفظ في الإعلاء من قيمةِ حُسنِ الظنِّ في المجتمعاتِ التي يغلُبُ عليها الظلمُ والجَورُ، بحيثُ يصبحُ حسنُ الظنِّ مِنَ السذاجة السلبيَّة في مِثْل هذهِ البيئة.
وختاما، شدّد الشيخ عباس الموسى على أسباب التماسك الاجتماعي، وعلى أهمية إشاعة ثقافة حسن الظنّ بين المؤمنين، مبينا الآثار الإيجابية على نطاق العلاقات الفردية والاجتماعية.