الشيخ البن سعد: الموعظة من أنجح العلاجات لأمراض الروح
رقية السمين_ الدمام
كشف سماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد عن أحد أهم أشكال الموعظة (الرياضية) ، ألا وهي رياضة اليقين التي تمارس في حياة الإنسان، والتي لا يكتسبها الإنسان الكسول في حركته المعنوية.
وأبان أن اليقين كله علم ذو فائدة معتبرا إياه نشاط وحركة وسير معنوي، ومن الشك ما هو تكاسل عن كل ذلك.
وقال:” ليس كل يقين علم ومعرفة ، فقد يصل الشخص الى كرسي الأستذة في الفلسفة ولكنه شكاك أو يقع في إلحاد” مبيناً أثر الموعظة والعبرة في معتقدات وإيمان الإنسان .
أتى ذلك في خطبته ليوم الجمعة بجامع الإمام الحسين عليه السلام بـ الحليلة بمدينة الإحساء حول الموعظة ودورها في حياة الإنسان.
كما ألفت سماحته إلى أن الموعظة تشكل ركيزة هامة في حياة الإنسان بما هو إنسان، الذي يتفاعل سمعيا، وحسيا، وبصريا، فيخرج بذاته من حالة الجمود ويضع نفسه في طريق السير نحو الكمال.
وأوضح ذلك بقوله (إن الإنسان الذي لا يتحرج عن المآثم غافل عن الموعظة القريبة منه لعدم التفاته لها)، مشبها إياها بالهواء الذي يتنفسه ولكنه لا يدرك مدى حاجته له ولا يستشعر وجوده في كل آن، بل تراه يغفل عنه في كثير من الأحيان.
وبين سماحته في ذات السياق أن الموعظة من أنجح العلاجات للأمراض التي تصيب الروح بسبب الغفلة والمعاصي من خلال السير الى المكارم وفي ظل حركة السير تحتاج روح الإنسان إلى وقود من الإرشاد والنصح والتذكير بالواجبات والعواقب والدعوة إلى المثوبات الصالحة.
وأشار في خطبته إلى أن الموعظة تتمثل في أشكال أخرى، الموعظة التفاعلية التي يتفاعل الإنسان معها من خلال تجاربه فيأخذ منها عبرته وموعظته، والموعظة الاستعراضية التي تستعرض من الأقوال المأثورة والحكم والروايات وأهمها القرآن الكريم
وختاماً، تطرق الى تفسير الموعظة التلقائية التي تتمثل في التأمل حيث تستنطق الروح من خلال حوارها مع ما حولها من مخلوقات الله كـ بعض الحيوانات فيما تتصف به من نظام في معيشتها ، وكل ذلك يدفع الإنسان في اتجاه إصلاح ذاته وتقويمها.