الشيخ السمين: الاحتفاء بالأيام العالمية ضرورة وزيادة المراكز النفسية حاجة
مالك مهدي – الدمام
بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية دعى سماحة الشيخ عبدالجليل السمين إمام جامع الزهراء بحي النزهة في الأحساء إلى الاهتمام بأمثال هذه المناسبات العالمية، وإيجاد طريق لها في المنابر والمساجد، مؤكدا أنها لا تقل أهمية عن المناسبات الدينية، لكونها تصب في صالح المجتمعات وتلامس حاجاتها.
وعرّف الشيخ السمين الصحة النفسية بأنها حالة من العافية يستطيع معها الفرد إدراك إمكاناته الخاصة، والتكيف مع حالة التوتر العادية، والعمل بشكل منتج ومفيد. بخلاف ما يتصور البعض خطأ أنه غياب الأمراض والاضطرابات النفسية.
وأكد سماحته على وجود علاقة وطيدة بين العافية النفسية وبين التدين، فقد ذكر مصطلح (العافية النفسية) في كثير من الروايات والأدعية الورادة عن أهل البيت عليهم السلام.
وهذا ينفي دعوى أن جهل الإنسان بالكثير من القضايا هو ما يدعوه للاعتقاد بالدين، فإذا توفر له العلم والحداثة لم يحتج إلى الدين. وهو عكس ما انتشر في عصر التنوير (انفصال الكنيسة عن الدين والعلم)، من أن الإنسان كلما اتجه إلى الحداثة وتفوق في العلم سيبتعد تلقائيا عن الدين.
إلا أن المئات من الدراسات نفت هذه الدعوى، وأكدت ارتباط الناس بالدين، وبنحو متزايد حتى مع تفوقهم العلمي.
وقال السمين: أثبتت مئات الدراسات وجود ارتباط بين تدين الإنسان وبين خلوه من الاضطرابات النفسية، كحالات القلق والاكتئاب. والسبب أن الدين يضفي على حياة الإنسان معنى وقيمة.
وقد تم توظيف هذا السبب كعلاج نفسي، بإضفاء أهداف كبرى على الحياة الخاوية الفارغة، وهو ما يحققه الدين للإنسان.
وأكد سماحته أن هذا لا يعني أن المتدين لا يصاب باضطرابات نفسية، لكنه أقل من غيره تعرضا للاضطرابات.
ثم شدد حفظه الله على ضرورة انتشار ثقافة الصحة النفسية، من خلال زيادة المراكز النفسية المتخصصة، وتكثير المتخصصين في الجانب النفسي من أطباء واخصائيين.
ختاماً انتقد السمين تصدي غير المختصين للعلاجات النفسية، من رجال دين، و كل من لا يحمل كفاءة في هذا التخصص.