الشيخ الهفوفي يحذر من ترك الزيارة ويصف ظاهرة المشي بالحضارية
مالك مهدي – الدمام
“الزيارة عبارة عن معراج حسي وشعور ديني بالتوجه إلى مظهر التجلي المقدس” بهذا استهل سماحة الشيخ اسماعيل الهفوفي إمام جامع الإمام الحسين عليه السلام بـ الخرس في الأحساء حديث الجمعة.
وتحدث الشيخ الهفوفي حول مفهوم الزيارة من خلال النصوص الدينية، منوهاً على أن الروايات حرصت على تأصيل هذا المفهوم، فركزت على زيارة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين عليهم السلام.
وفي إشارة مهمة، قال الهفوفي بأن روايات الزيارة خصّت زيارة الإمام الحسين عليه السلام بروايات مستفيضة ومتواترة في لفظها ومعناها قائلاً : “وهي إن لم تدل على الوجوب كما ذهب إلى هذا بعض العلماء القدما فهي تدل على الإستحباب المؤكد كما هو مشهور الفقهاء وهي تشير إلى الاستحباب طوال العام، وأن هذه الروايات تؤسس لثقافة التنافس في زيارة الحسين عليه السلام”.
وشدد سماحته بأن النصوص تذم ترك زيارة الحسين بالتهاون والكسل بلا عذر ولو مرة في العمر مما يوجب الحرمان من الخير الكثير. قائلاً: “وهي من عقوق رسول الله وأهل بيته عليهم السلام وهو نقص في الإيمان”.
ودعا الهفوفي المؤمنين إلى التقيد بالضوابط الشرعية للزيارة حتى تكمتل في مفهوهما ولتحقق تأصيل القيم والإسلامية، وانتقد بعض صور التخلف عن الواجبات بـ اسم زيارة الحسين كذهاب الزوجة بدون أن تستأذن زوجها، أو من يترك أداء حقوق الناس المالية التي حال أجلها لأجل الزيارة.
وفي أبعاد الزيارة ذكر سماحته أن لها بعداً تربويا وفكرياً، وأنها تستهدف صناعة الذاكرة الواعية على متسوى الفرد، وتزوده بطاقة روحية توجد فيه توازناً نفسياً، وتخلق له العزة والإستقلال في ظل الإنتماء إلى القدوة الصالحة، وأنها تخلق روح الجماعة في الأمة، معبراً عنها بـ ” النهضة انسانية كبرى”.
ومن جانب آخر تحدث الشيخ الهفوفي عن ظاهرة المشي في الزيارة وقال: “وهي من الأساليب العقلائية والحضارية التي تحشّد نفسياً وتعبئ فكريا وصول الإنسان إلى الجانب العملي مع الأهداف الحسينية، وأن في حركة المشي زحف لإظهار الأعلان والاستعداد العملي لنصرة الخلف الصالح من آل محمد”.
وفي ختام حديثه ذكر أن الزيارة تؤسس لثقافة الخير، ولثقافة الإنسان الموجه، فلا تتقاطع ولا تتعارض مع أعمال الإنسان في بعده الاقتصادي أو الإجتماعي الخيري، فهي الشعلة التي ينطلق منها الزائر ليقدم رسالة الحسين عليه السلام.