الشيخ العمراني يدعو إلى مخاصمة النفس ويحذر من المظاهر العبادية الجوفاء
مالك هادي – الأحساء
أكد سماحة الشيخ ناصر العمراني إمام جامع السيدة الزهراء في قرية الجبيل بالأحساء على حاجة الإنسان إلى إعادة النظر في نفسه من جانب سلوكي وأخلاقي وإيماني وفي تعاملاته مع الغير، من خلال منظور محاسبة النفس التي أكدت عليها النصوص المباركة، وذلك في خطبة الجمعة لهذا الاسبوع.
وبين الشيخ العمراني معنى المحاسبة بقوله: أن يكون الإنسان خصما وحاكما على نفسه، مدققا ومراقبا لها، فيفتح الملفات ويعيد الحسابات، وينظر هل يسير بالشكل الصحيح أم لا؟ وهل أخطأ السير أم لا.
وذكّر سماحته بأن الإنسان غدا سيتفاجأ بدقة الحساب، وسيعرف بأن الحياة ليست لهوا ولا لعبا، بل هي مراقبة من قبل الله في الأداء الوظيفي العبادي.
وبعد أن أكد الشيخ العمراني على ضرورة مراقبة الإنسان إيمانه، في جملة ما يجب عليه مراقبته، تساءل قائلا: هذا الإيمان الذي يحمله الإنسان وتترشح منه أخلاقه وسلوكياته هل هو إيمان حقيقي؟ وما هو المعيار الذي يكشف عن حقيقة الإيمان؟ وكيف نقيس مستوى الإيمان؟
وأجاب سماحته بأن المظاهر العبادية ليست هي الإيمان، لكنها تترشح عن إيمان المؤمنين، لكن هذه المظاهر قد تفارق الإيمان فتصبح مجرد صورة. مستشهدا بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
“لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحجِّ والمعروف، وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صِدق الحديث، وأداء الأمانة”.
وفي ختام حديثه حذر سماحته من الكذب وقال: “هو من الذنوب التي استسهلها الناس، لكنه آفة من الآفات الخطيرة التي ابتليت بها المجتمعات”.