البن سعد: الحملات الصحية في الأماكن العامة تكشف عن ظاهرة التهاون
مالك هادي – الأحساء
“هل يأتي على الإنسان ظرف يكون فيه عدو نفسه؟ وهل يمر عليه وقت يعمل فيه ضد مصلحته الذاتية؟”
بهذا التساؤل شرع سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد إمام مسجد الإمام الحسين بالحليلة في الأحساء مسلطاً الضوء على ظاهرة التهاون، وعدم الاهتمام في سلوك الإنسان.
ومثّل سماحته لهذه الظاهرة بالتهاون في جانب الصحة والسلامة، وقال: “حتى بلغ الأمر في التهاون أن تطلق حملات صحية وطنية توعوية تطارد الكبار من الناس قبل الصغار، وتداري ذوي الجاه من الناس قبل الفقير والمسكين”.
كما استشهد على ذلك بما نجده من دورات وخدمات طبية كفحص السكر وكشف مرض سرطان الثدي التي تنتشر في المجمعات والمراكز والمساجد والمدارس والحسينيات، فهي تكشف جانبا سلبيا لمستوى تهاون الناس في صحتهم.
وعزا البن سعد هذا التهاون إلى خمول العقل، وعدم سريان فعاليته، وميل الإنسان بطبيعته إلى الكسل، الذي هو إحساس نائم، وإذا مال تعرض لانهيار العزيمة وهي حقيقة التهاون.
وذكر سماحته أن العقل يأخذ مفعوله من أحد أمرين: التنشئة والبيئية، والسياسية العظمي التي تفرض على العقل، ففاعلية التنشئة وبيئة التربية هي التي توقظ الإنسان من كسله، وإذا لم يستيقظ الإحساس عند الإنسان حبا وطواعية، فإنه سيستيقظ بالإكراه وبسلطة القانون.
ودعا الشيخ البن سعد أبناء المجتمع للنظر إلى بعض الدول المتقدمة التي تضع قوانين صارمة تغرم كل مظاهر الإهمال وعدم والاهتمام.
كما أشاد ببعض الوزارات التنموية التي تتحرك في هذا الجانب، كوزارة التنمية الاجتماعية في حمايتها للأطفال من مختلف أنواع الإهمال، منددا بظاهرة إهمال الأطفال، واستخدامهم كورقة ضغط في حرب طويلة بين الزوجين المنفصلين، ما ينعكس على تربية الأبناء ونفسياتهم.
وقسم البن السعد مظاهر التهاون إلى عدة أقسام:
1. التلوث السمعي: ومثّل له بإطلاق أصوات الغناء في كل مكان من قبل الشباب بشكل مزعج، وقال: “إن الخلفية النفسية لهذه الظاهرة هي محاولة فرض السيادة على الشوارع، من قبل الشباب العاطلين”.
2. التلوث البصري: ومثّل له بتشويه جمال المحيط، وتحويل المدينة بكلها إلى قمامة، برمي المخلفات في كل مكان.
3. التلوث الروحي: ومثّل له بالحجاب السلبي، فالمتبرجة تعبث بروحها وبأرواح الآخرين.
4. التلوث الفكري والثقافي: ومثّل له بالارتخاء التقني مع أصوات الجهل وأقلام المرضى النفسيين.