الشيخ الهفوفي: الرؤية الدينية تدعو إلى التسامح والتعايش مع الآخر
مالك هادي – الاحساء
“دين الإسلام الأصل فيه السلم مع الأمم المختلفة، فليس من منطق الدين اختلاق الحروب. فالإيمان لا يستقر في النفوس بالقهر والغلبة والقوة” بهذا استهل إمام جامع الإمام الحسين بحي الفيصل (الخرس) سماحة الشيخ اسماعيل الهفوفي حديث الجمعة لهذا الأسبوع.
وأكد على أنه بالحجة الواضحة تستقر الأفكار الدينية، وأن سيرة النبي قائمة على الحوار، وعرض البراهين، واستشهد بالتاريخ على ذلك وقال: “إن الدين لم ينتشر بين الشعوب بواسطة السيف، وإنما الشعوب اقتنعت عن وعي ومحبة، فسلمت طائعة، فلو أجبرت على الدين لتمردت.
ومن جانب آخر ذكر الهفوفي أن النبي محمد صلى الله عليه وآله أصّل للعمل الدبلوماسي، من خلال الدستور الذي وضعه والمسمى (صحيفة المدينة)، وتضمنت بنودا تحفظ حقوق جميع الأطياف والأديان، وحرياتهم الدينية والاجتماعية، من خلال العهود والمواثيق، التي رسمها النبي (ص) في علاقة المسلمين باليهود.
وانطلاقا من سيرة النبي (ص) شدد سماحته على أن القاعدة في الرؤية الدينية، مع من نختلف معه، غير المعتدي، هو التعايش والتسامح في نطاق العلاقات الاجتماعية.
وأن ما دعى النبي لخوض (28) معركة هي الظروف التي فرضت على النبي فرضا، فلم يقتال إلا بعد أن أكره على ذلك.
وتأكيدا على نزاهة أهداف الغزوات التي خاضها النبي قال الشيخ الهفوفي: “كانت هذه الحروب في سبيل الله، لا سعيا للمجد الشخصي، أو إرضاء للنزعة القومية، ولا طلبا للنفوذ السياسي”.
بل كانت الغاية منها تخليص البشرية من استبداد الشرك، الذي وقف عائقا أمام إيصال الدين إلى الناس، وإنقاذهم من دكتاتورية الكفر، التي تحول دون حرية الإنسان في اختيار عقيدته وإيمانه.