كلما تقادم بي السن أدركت بـ أن ….
أمير الصالح
يخشى الكثير من الناس تسارع الأيام ويخشى البعض أن يرحل دون بلوغه مرامه من الحياة وتحقيق طموحه، و يسعى البعض جاهداً في تخليد اسمه في سماء مجتمعه أو سماء وطنه أو سماء أمته بالعمل الصالح.
و الكل من أبناء المجتمع يخشى من شي ما أو أشياء متعددة. البعض يسعى لـ التغلب على مخاوفه والبعض الآخر لايسعى بل يتندر تارة على حظه وتارة على ظروفه وتارة على انتماءه أو مكان ولادته ولايسعى ليجعل الأمور للافضل، والبعض عدو لنفسه و يهدم بيته بنفسه بل ويعين الأخرين على ذلك لضيق أفقه.
شخصياً كنت أخشى من أمور عديدة في مختلف مراحل عمري، إلا أني مع تقدم السن أدركت:
١- ليس هناك ضمانات لدوام الصحة أو الأحوال
٢- أن المال المفقود يمكن إيجاده، أما الوقت المفقود أو المهدور لا يمكن استرداده.
٣- إنه قد لايمكنني الرجوع للماضي لمعالجة حالة البداية ولكنني حتماً يمكنني أبدأ من الآن والمشاركة في صناعة نهاية أفضل.
٤- الارتباطات المتينة المستمرة تبنى على أسس العطاء وليس الأخذ والمنفعة من طرف واحد.
٥- أنا، أنت، هو كائنات إنسانية حية راقية و ليست مُسميات ألقاب وظيفية أو أرصدة بنكية رقمية. فانا لست المسمى الوظيفي الذي أحمله أو الشركة التي أعمل لديها. و أنت كذلك.
٦- أفضل مُدرس لي هي أخطائي، إذا راجعتها فتراجعت عنها و تفاديت الوقوع بها
٧- الأساليب الراقية في التعامل تتفوق، أو تأتي بنفس أهمية الشهادات الأكاديمية التي أحملها في منظور الناس الذين أتعامل (نتعامل) معهم و لذا أحرص على الأسلوب.
٨-أوقفت منذ زمن بعيد التفكير فيما يظنه البعض فيني أو يقولونه من خلف ظهري تثبيطاً لكي أضمن الاستمرار والتقدم.
٩- القناعة بما استملكته بعد استنفاذ الجهد و الوقت والتعلم.
١٠-الصداقة الصادقة شي ثمين وتستحق العناية و الرعاية الدائمة.
١١- إن الصراع ضد الدجل والطغيان و ناهبي الحقوق أمر قائم ومتلازمة كل مكان و زمان.
١٢- الألقاب لا تصنع القائد الحقيقي و إنما القيادي الحقيقي يصنع الألقاب
١٣- انتظار استحصال الألقاب للانطلاق في تنفيذ المبادرة / المبادرات، هذا يعني أن الشخص المعني غير جاهز للعمل أو القيادة.
١٤- التعليم والتعلم رحلة مستمرة وغير منتهية.
١٥- لإيجاد حياة سهلة و سعيدة ابذل جهدي في حل و مواجهة المشاكل الكبرى في بداياتها.
١٦- في زمن الهياط، نصف المعارك رياء و تمثيل ومفاخرة شكلية.
١٧- إذا ساد سوء الخلق، فان حسن الظن بالآخرين يُعد غباء ولا يرتضي أي شخص يحترم ذاته ان يُنعت بالغباء.
١٩- النجاح بالنسبة للعصامي ليس خبطة حظ و انما جهود متراكمة و دعاء الوالدين و حسن خُلق.
٢٠- الحياة تتطلب فن إدارة المواجهة والتحديات والمتطلبات وليس اندفاع وهياط وتلون بالوان الحرباء.
٢١- لن افسد الاعتذار بـ إيجاد أعذار.
٢٢- احسن الى والداي و أبنائي و من أحب في عز عطائي قبل أن يفوت الأوان فيحل الندم.
٢٣- التوثيق لكل المراسلات والأحداث في العمل أمان من النكوص وحصانة من الطعن على حين غرة ممن لا يستحقون الثقة في التعامل.
٢٤- الطريق الممهد و المستقيم والسهل لا يعرفك بالقائد البارع و لكن إدارة المواقف الصعبة هي حلبة الابتلاء والتمحيص وتشخيص القيادات الماهرة .
٢٥- بعض اماكن العمل لا تستحق الجهود التي يبذلها المخلصون و هكذا أماكن لا تستحق أن احترق أو أجهد نفسي ؛ وعليه بخس قيمة النفس لاسترضاء من لا يستحق ممن انتحلوا لقب مدير جريمة في حق الذات. وحينذاك أبدأ رحلة النظر في البدائل.
٢٦- هناك من يمارس شعار “البقاء للأقوى”، وشعار “الغاية تبرر الوسيلة”، فـ أحذر نفسي وكل من يهمه الأمر من هؤلاء الناس لأنه لا يردعهم دين ولا ضمير ولا مجتمع ولاقانون، من انتهاك الحقوق واغتصاب المحارم و إن صلوا و صاموا أو لهج لسانهم بتلاوة القرآن أو تشدقوا بالإنسانية أو المواطنة أو تكافؤ الحقوق.
٢٧- هناك من يمارس شعار التواكل ظناً منه أنه يمارس الاعتقاد ب التوكل وهو كله ثقل على غيره ومجتمعه، وهذا بالفعل بلاء ومرض.
٢٨- قول “أهلك أهلك حتى المهلك”، حقيقة ناصعة تتجذر مع تقادم الايام لاسيما في النسيج الاجتماعي الناضج والمنسجم.
٢٩- استتنزاف الوقت والعقل والمشاعر على مذبح شاشة الجوال جريمة، فالحياة أكبر والأسرة أهم.
قد يكون في جعبة كل منا دروس وتجارب وشواهد لتلكم التجارب، ومن الحكمة المشاركة بتلكم التجارب مع الأجيال الصاعدة أو توثيقها للأبناء والأحفاد لكي يوفقو في شق طريق النجاح بصورة أسرع ونساهم في إرشادهم للأفضل. والواقع انه كلما تقدم بي العمر أدركت بـ أن هناك أشياء جديدة تستحق خوض التجربة أو نقل التجربة .