الشيخ الخليفة يدعو إلى العمل التطوعي وتكريم الطاقات
مالك هادي – الاحساء
استهل سماحة الشيخ علي الخليفة إمام جامع الإمام الهادي ببلدة الجبيل في الأحساء حديث الجمعة بتعريف العمل الاجتماعي التطوعي، وأنه يقوم على العديد من المبادئ والقيم الإنسانية.
وأكد الشيخ الخليفة بأن العمل الاجتماعي من الفنون البشرية الحديثة، التي تهدف إلى مساعدة الناس لبعضهم، ويحتل جانبا مهما من الحياة الاجتماعية.
وتحدث الخليفة عن التجربة الغربية في مجال العمل الاجتماعي، وأنها بدأت فعليا بعد الحرب العالمية الثانية، وقال: “فأنشأوا مؤسسات، وبنوا معاهد، وأقاموا دورات من أجل تثقيف المجتمع على العمل التطوعي”.
واستنكر سماحته حالة التنازع والتقاتل التي يعيشها المجتمع الإسلامي، وانعدام روح التعاون، إلا على مستوى الأفراد. وعزى ذلك إلى الاستعمار الذي زرع الفرقة والتمايز بين أبناء المجتمع الواحد.
ومن جانب آخر اعتبر الشيخ الخليفة العمل الاجتماعي من صميم الإسلام، وليس مجرد ثقافة أو ترفا فكريا. واستشهد بما أوصى به النبي من إماطة الأذى عن الطريق، وعد منها الوقوف بالسيارة في وسط الطريق، وأنه مما يحجب منفعة الطريق عن الناس، وكذلك الوقوف في المواقف المخصصة بشكل خاطئ، فهذه المظاهر وغيرها يصدق عليها عنوان أذى الطريق ومضايقة الآخرين المحرمة.
وتحدث سماحة الشيخ الخليفة عن جملة من أهداف العمل الاجتماعي، من أبرزها أنه يعزز روح التعاون بين الأفراد، ويحارب الأنانية والروح الانعزالية والأنا.
وعن هدف آخر من العمل الاجتماعي ذكر الخليفة أنه يعالج كثيرا من المشاكل، ويقلل من الأخطاء والعيوب في المجتمع، وأشار إلى حادث دهس وقع في الأيام الأخيرة، أودى بحياة أحد أبناء بلدة الجبيل، داعيا الشباب إلى عدم الاستهتار بأرواح الناس، والتعاون للقضاء على ظاهرة السرعة التي تؤدي بحياة المارة.
وحول ظاهرة العزوف عن العمل الاجتماعي وأسبابه ذكر الشيخ الخليفة عدة أسباب منها:
– بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع، كالتقليل من شأن الشاب الذي ينشط في مجال الاجتماعي التطوعي، فينظر إليه بنحو من الاستصغار.
– قلة التعريف بالأنشطة والبرامج الاجتماعية.
– قلة البرامج التدريبية والتثقيفية.
– قلة التشجيع للطاقات الاجتماعية المشاركة.
وختم سماحته حديثه بقوله: “لن نصل إلى مجتمع راق إلا من خلال العمل الاجتماعي التطوعي”. ودعا إلى تكريم أصحاب الأيادي البيضاء الذين يخدمون المجتمع من الرجال والنساء، حتى تكون بذرة في نفوس الأبناء، تشجيعا لهم على العمل التطوعي.