أقلام

أنا ذو إعاقة. مِن حقّي أن أعيش

علي عبدالجليل السمين

(الصّدمة) أول المراحل لأسرة ذو الإعاقة.
كأي زوجين أثناء انتظار قدوم مولودهم الأول يحملون في أنفسهم كثيرا من الأمنيات وأنّ طفلهم سوف يكسوهم بالحياة الوردية الرّغدة المملوءة بجميل تفاصيل الحياة، ويكون محَط آمال عالية بالنسبةِ لهم. وفجأة تكون الصدمة المُدوية للأسرة بأكملها وليس فقط للزوجين، عند خروج الطفل إلى عالم الدنيا، وبعد أن خضع الطفل للفحوصات، يأتي جواب الأطباء: “قدّر الله وما شاء الله فعل. طفلكم معاق!

تعيش الأسرة الآن وتحديداً الزوجين أسوأ وأبشع فترات الحياة، فقد خاب أملهم، وتلاشت أحلامهم، وأُفسِدت جمِيع الأمنيات. يقفون عاجزين كيف لهم أن يستوعبوا الواقِع الذي لم يتوقعوا حدوثه، وسيدخلون في جميع مراحل (النكران ومن ثم الملامة ومن ثم الاكتئاب ومن ثم التقبل أو الرفض).

اجحَاف المرِيض:
من أسرة لأسرة تختلف مشاعر الأهل تجاه طفلهم المعاق. وقد يلقى أحدهم من ذويه إجحافاً ونكراناً واستحيائاً.
فيتعاملُون معه وِفقَ المُعطيَات وَالوَاجِبات التِي تُساعِده فقط أن يكُون علَى قيدِ الحيَاة!
يتعَاملون معَه بصوُرة الملامَة وكأنّه المُذنِب ممّا جرى له، والمُتسبّب في شتَات آمَال الأسرة، والجهة الأخرى من الأسر التي تقبَل الأمر وترضى بمَا قسمَ الله لهم، تقُوم بإجراء مسَح في مختلَف أرجَاء العَالم كَي يعثرُوا علَى العِلاج الكفِيل بأن يُعِيد لطفلَهم ما فقَد جرَاء المرض، وسيتقَاسم ذوو المعاقين هموم ومعاناة بعضهم البعض، في سبِيل أن يُقلّصوا أعراض المرض ويحدّوا من التّدهور وتفاقم المرض.

الموهبة والإبداع هل هي مقتصرة على الأسوياء السليمين فقط ؟!
يتميز ذوو الهمم بطاقات مبهرة، ولكن يحتاجون من يحتضنهم، ويزرع فيهم الثقة، ويعاملهم كأي شخص آخر، كي يظهر طاقته ويضعها في خدمة المجتمع. ونرى أمثلة كثيرة من رسّامين وخطّاطين وَمن لديه الفنون الموسيقية والدراما، وكثير من الابتكارات والاختراعات التي ننعم بها الآن قد اخترعها أشخاص من ذوي الإعاقة ونذكر بعضهم:

-فريدا كاهلو مصابة بشلل أطفال
(تنقل آلامها عبر اللوحات الخشبية).

-ستيفن هوكينج مصاب بمرض عصبي
(عالم فيزياء)

-ماركوني مصاب بالتوحد
(مخترع جهاز اللاسلكي)

-لويس برايل مصاب بالعمى
(مخترع طريقة برايل للمكفوفين)

والكثير منهم.. فقط آمنوا بقدرات مرضاكم

الخاتمة:
طفلك من حقه أن يلعب، من حقه أن يعيش، من حقه أن يستمتع بالحياة، مع مراعاة الصحة البدنية والنفسية، وتوفير ما يتناسب مع المعاق. علينا أن نكون خير معين لهم، في التعايش والفخر بهم.

وتعاملنا مع أطفالنا ينعكس على نظرة المجتمع لهم، ولا نغفل عن أهم نقطة في حياة ذوي الإعاقة التي يجب أن تكون له كالمعصم (التأهيل المستمر) دون انقطاع، قدر الإمكان، وعلى الأسرة أن يتحلو بالصبر.

﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى