السيد السلمان: البعض حمامة مسجد وفي بيته مخلوق آخر
مالك هادي – الأحساء
“حقيقة الإيمان اعتقاد بالقلب ولفظ باللسان وعمل بالجوارح” بهذا استهل سماحة السيد هاشم السلمان حديث الجمعة لهذا الأسبوع في جامع آل الرسول في المبرز بالأحساء.
فأكد سماحة السيد السلمان أن الإيمان يقوم على أمرين أساسيين هما: الاعتقاد الصحيح والعمل الصالح، ولا بد من اجتماعهما. وأن المرويات عن أهل البيت عليهم السلام تؤكد على أن الاعتقاد لا ينسلخ عن العمل، ولا يكون العمل بلا اعتقاد، وإلا لتحول إلى صورة من صور النفاق.
وشدد سماحته أن الإيمان ليس شعارا ولا تمنيا أو تخيلات، وأنه يقوم على عدة أمور:
– التسليم لله؛ فتطيعه الطاعة المطلقة.
– أن تحب في الله وتبغض في الله.
– التمسك بالحق مطلقا.
– التمسك بولاية أهل البيت عليهم السلام تمسكا مطلقا وعملياً.
وحول واقع مجتمعنا ذكر السلمان أن إيمان الناس متفاوت في درجاته، فمنهم من يحمل الإيمان كشعار وعنوان، إلا أن واقعه لا ينطبق على شعاره، وهويته التي يتجاهر بها، وهو ما يسمى (إيمان شعار).
ثم ذكر سماحته الصنف الثاني من المجتمع وقال: “هم الذين يصلّون ويصومون ويتعبدون، لكن في مواسم معينه كيوم الجمعة، أو في شهر رمضان، وما أن ينقضي الموسم حتى تجده لا يراعي حقوق الله ولا حقوق الناس”.
ووجه السيد السلمان انتقاده لهذه الفئة التي سمّى إيمانها (إيمان طقوس) فقال: “تجدهم يحرصون على الصلاة جماعة، وفي الصفوف الأولى، وعلى زيارة أهل البيت، وعلى آداء الحج في كل عام، لكن في معاملاته التجارية تجده بعيدا عن الإيمان، و في علاقته مع الغير كوالديه أو زوجته أو إخوته أو جيرانه تجده بعيدا عن الدين. تراه حمامة مسجد، لكنه في بيته يتحول إلى مخلوق آخر.
وحول الصنف الثالث تحدث السيد السلمان عن: الفئة التي تتفاعل مع العبادات قلبا وقالبا كالصلاة والصوم والحج ومناسبات أهل البيت، فحينما يتفاعل هذا الصنف مع مناسبات أهل البيت فإنهم يجسدون سلوكهم وعملهم، وأسمى إيمانهم (إيمان الشعور).
وفي ختام حديثه ذكر سماحته بعض آثار الإيمان الحقيقي، وهو تحقيق الاستقرار النفسي، والأمن والسلم الاجتماعي، وأنه يبعث على الصبر والثبات على النوائب، كما أنه يحقق المودة والمحبة في قلوب الناس.