حدائق الحي نعمة أم نقمة؟
عدالة بوحليقة
قامت حكومتنا الرشيدة بتشييد حدائق داخل الأحياء في أغلبية مناطق الدمام؛ لتصبح معلماً جميلاً، ومتنفساً لأهل الحي، يمارسون فيها بعض أنشطتهم الرياضية والترفية والتعليمية.
وها نحن على أبواب الاختبارات والإجازات والأجواء الجميلة، يخرج أبناء الحي وعوائلهم إلى تلك الحدائق خلال أيام الأسبوع؛ للمذاكرة أو ممارسة بعض أنشطتهم، ومع غروب الشمس يرجعون إلى منازلهم، وقد قضوا وقتاً ممتعاً وجميلاً، في أحضان الهواء المنعش، والخضرة الجميلة.
لكن في ليلة الجمعة وليلة السبت التي ينتظرها الكثير بفارغ الصبر، للراحة والاسترخاء، بعد أسبوع عمل وعناء، يشتكي أغلبية سكان الحي، وخصوصاً من تكون بيوتهم مجاورة للحديقة من الإزعاج في ساعات متأخرة من الليل، فيصحون من نومهم على ضحكات صاخبة مستهترة، وأصوات مرتفعة لشباب من خارج الحي، أتوا إلى الحديقة غير آبهين بخصوصية المكان، فيقلقون نوم الأهالي، ومنهم من قضى يوماً كاملاً أو أسبوعا خارج منزله؛ لكسب لقمة العيش. أو نائم متعب أرهقه المرض أو كبر السن، أو أطفال صغار ينزعجون ويخافون من تلك الأصوات.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه ليتطور إلى دق أجراس البيوت مستهترين بأصحابها، بضحكات وصياح، وبعض الأحيان بـ (التفحيط)، مما يستدعي أن يتصل الأهالي بالنجده من (٩٩٩) للتدخل، وبالفعل تحضر الجهات الأمنية مشكورة لتفريق هؤلاء المستهترين، ولكنهم يتفرقون لفتره ثم يعودون من جديد لما نهوا عنه، وهكذا تتكرر القصة كل يوم، وكل نهاية أسبوع، وعلى هذا المنوال، فهل نقول: إن الحديقة في أحيائنا نعمة أو نقمة؟