الهاشم والزويد يحثان الأباء على التخطيط للعطلة النصفية ويحذران من تضييعها
مالك هادي – الأحساء
“الاسلام لم يهمل الرغبة في الترفية عن النفس لدى الإنسان، كغيرها من الرغبات الطبيعية فيه ” بهذا استهل سماحة السيد محمد باقر الهاشم إمام جامع الإمام الهادي عليه السلام في بلدة الجبيل بالأحساء، مؤكداً على أن الانسان مكون من أمور عديدة ترجع إلى غرائزه وروحه وعقله، وأنه لابد من حالة التوازن بين هذه الامور .
وذكر السيد الهاشم بأن النفس البشرية ميالة إلى أن تأخذ نصيبها من الرفاهية والترفيه، وأن الإسلام لا يرفض هذا المعنى لكن يريد منها أن تجعله في إطار العقل والمصلحة، فتكون حالة التوازن بين الرغبات الترفيهية بما يتناسب مع العقل الوجداني البشري وما يتناسب مع المصالح التي تعود على الإنسان.
ومن جانب آخر أكد سماحته بأنه يجب علينا أن نستفيد من أوقات العطلة المقبلة ونستمتع بأوقات أخرى. قائلاً: “ومن يجمع بين الاستفادة والمتعة ، فسيستشعر أهمية حياته التي يعيشها”.
ودعى السيد الهاشم الطلاب لإعداد خططاً تنظيمية للإستفادة من العطلة، قائلاً: “ليس من الضروري أن يقرأ الطالب كتاب ، فيستطيع أن يلتحق بالبرامج تعليمية والعلمية” .
كما أكد سماحته على أهمية تقنين استخدام الأجهزة الذكية والأجهزة الترفيهية في العطلة، مُشيراً الى خطورة استخدامه بشكل مفرط في هذا الوقت المفتوح، وأن على الآباء أن يشاركوا أبنائهم في نشاطهم ويحفزوهم للتطوير الذاتي.
وانتقد الهاشم ظاهرة السماح للأبناء والبنات في سنهم المبكرة بالسفر لوحدهم أو مع أصدقائهم في الاجازات بعيداً عن رقابة الأب وصحبته، وأن هذه الظاهرة ستوقعنا بما لا يحمد عقباه.
وتحدث سماحة الشيخ محفوظ الزويد في خطاب الجمعة لهذا الاسبوع عن أهمية استثمار العطلة النصفية المقبلة على الطلاب قائلاً : “يؤكد علماء النفس والاجتماع بأن الإنسان يبذل جهداً بدنيا وفكريا وهو ما يحتاج إلى نوع من الاسترخاء والتجديد في العطاء” .
وتسائل الشيخ الزويد عن دور الأسرة بترشيد الأبناء في العطلة المدرسية، بما في ذلك دور الأباء. كما انتقد سماحته ما يجري في داخل البيوت في العطلة من قضاء أوقات طويلة في النوم، والانشغال طوال الوقت بالملهيات ، مؤكداً أن الأبناء يملكون طاقات كبيرة ويحتاجون إلى تفريغ إيجابي لطاقاتهم، وأننا نعيش في زمن فقدت فيه القيم والمبادئ فبات الخارج يغزونا في داخلنا.
وعن دور الآباء في هذه العطلة أكد الزويد أن على الآباء تشيجع أبنائهم على استغلال الإجازة في الامور النافعة، وتوجيههم نحو المواهب التي يميلون إليها ويملكونها.كما دعى إلى الاستفادة من الدورات التعليمية و التسجيل فيها مما يكسب الأبناء بعض المهارات العلمية.
وأكد سماحته إلى أهمية استخدام أسلوب الترغيب والتشجيع بالمكافئات المالية أو الهدايا أو السفر في توجيه الأبناء، والتحفيز على الأمور الدينية ولو بالقليل كقراءة القرآن أو تعلم أحكام فقهية وباصطحاب الأبناء إلى المكتبات أو إلى الأمكان التي تحوي أثار وتاريخ، وبـ إشغال الأبناء ببعض مهام البيت كالإصلاح والصيانة .
وفي ختام حديثه تناول الشيخ الزويد أهم أسباب ضياع الأوقات على أبنائنا في العطل قائلاً : “عدم تحديد الهدف وعدم التخطيط والسعي للتنفيذ وجعل أكثر من هدف و عدم الالتزام بالخطة من أبرز أسباب هذه الظاهرة” .