النمر يحذر من ضعف التربية والعمراني يستعرض صور الظلم
مالك هادي – سيهات ، الأحساء
تحدث سماحة الشيخ عبدالمحسن النمر إمام مسجد الرسول الأعظم بحي الدانة في سيهات عن دور الفساد الأخلاقي في نشوء الانحراف العقائدي. وأكد أن الإنسان إذا ضعف تمسكُه بالمبادئ، وجانَبَ السيرةَ السليمة، انتهى به الأمر إلى الانحراف العقائدي، فالانحلال الأخلاقي والفساد العقائدي تؤمان يتأزران.
وتناول سماحته بعض سمات الانحراف الأخلاقي، فقال: “إنه ذا طابع تدريجي، فمن يخطو الخطوة الأولى ينتهي إلى أكبر الانحرافات. والسمة الثانية هي أن صوره المختلفة لا سقف لها.
وعدد الشيخ النمر بعض أسباب الانحراف والفساد الأخلاقي، فذكر ضعف التربية، وتهاون الوالدين، وعدم التفاتهم لأبنائهم، فقال: “فساد الوالدين هو العش الأول لفاسد الأبناء، فاذا استهان الوالدان بتربية أبنائهما فإنهما قد شرعا للأبناء أبواب الولوج في الانحراف بكافة ألوانه. وإذا كان الأبوان ضعيفي التدين و الإيمان فسترى إلى أين سيسير الأبناء، وهو شيء منظور عند الناس وبوضوح.
وحذر سماحته من السبب الثاني للانحراف الأخلاقي وهو أصدقاء السوء. فقال: فالشاب في فترة المراهقة أحوج ما يكون إلى الجو العاطفي، الذي ينطلق فيه، ومنه تتكون شخصيته، فإذا وجد البيت مغلقا أمامه ولا يعينه على اختيار الأصدقاء الصالحين، فإنه سيقع في براثن محيطات الفساد، وسوف تتلقفه أيدي المجرمين.
وفي جامع السيدة الزهراء عليها السلام في بلدة الجبيل بالأحساء افتتح سماحة الشيخ ناصر العمراني حديث الجمعة لهذا الأسبوع بقوله: “لقد صور القرآن الظلم والاعتداء على الغير بأبشع صورة، وقد هددت الآيات زمرة الظالمين وتوعدتهم” .
ونبّه الشيخ العمراني بأنه لا يقصد بالظالم ذاك الذي يشن الحروب، ولا الذي يعتدي على الناس بشكل كبير وواضح، بل إلى صور من الظلم منتشرة في بيوتنا، ومن صورها: ظلم الزوج لزوجته، وظلم الأب لابنه، ظلم الأخ لأخيه، ظلم الجار لجاره، وقال: “الاعتداءات على حقوق الناس ظاهرة متفشية في مجتمعنا”.
وذكر سماحته بأن المؤمن إذا أراد القرب من الله والوجاهة عنده عليه أن يراعي حقوق الله المتمثلة بالواجبات والمحرمات، ويراعي الحقوق التي جعلها الله تعالى فيما بين العباد.
وأشار إلى ضرورة أن نعي بأن لا قيمة للتوبة من كل الذنوب ما لم تعالج بالطريقة التي يريدها الله، فقال: “حينما أقضي شطرا من حياتي بعيدا عن الله، ثم أريد التوبة وإصلاح نفسي، فعليّ أن أعلم بأن بعض ذنوبي يغفرها الله ولا يحاسبني عليها، ولكن بعض الذنوب لا تغتفر، وهذه لا بد من معالجتها، من قبيل الاعتداء على حقوق الناس، فمن يمد يده إلى مال غيره لا يغفر ذنبه بمجرد التوبة، إلا أن يرجع الحق إلى صاحبه.
وشدد سماحته على أن علينا الالتفات إلى فضاعة الظلم في نظر الله تعالى، فإن الله بالمرصاد للظالم حتى ينتقم منه، ولاسيما إذا كان الظالم متسلطا وقويا، وكان المظلوم ضعيفا، كقسوة الزوج على زوجته، وتسلطه عليها ومعاملتها كجارية، وعدم مراعاة حقوقها، فقال: “حينما يكون الاعتداء من القوي على الضعيف يشتد غضب الله”.