الاقتصادي (الحجّي) يدعو لتوحيد الختمات السنوية وينتقد اقامة الأربعين
مالك هادي – الأحساء
في أمسية بمسجد العباس، في المبرز بالأحساء، تحدث المستشار الاقتصادي الأستاذ سلمان الحجي عن ظاهرة ارتفاع تكاليف مجالس العزاء، والمبالغ المالية الكبيرة التي يتكلف بدفعها أهل العزاء، لأيام قد تمتد إلى سبعة، بالإضافة إلى يوم أربعين المتوفى.
وحول التغيرات التي طرأت على هذه الظاهرة قال: “مرت مجالس عزاء الميت بتغيرات عديدة، ففي السابق كان الميت يغسل في البيت، ولا يدفن ليلا. وكانت مجالس العزاء بدائية جدا، فتكون في المنازل، ولكن خلال الأربعين سنة حدثت فيها تغيرات، فامتدت بعض مجالس العزاء إلى خمسة أو سبعة أيام، فكان أهل الميت يتكفلون بوجبات (الإفطار والغداء والعشاء)، ثم حدثت بعض العوامل التي خفضت تلك التكاليف، مثل تأجيل وجبة الغداء لما بعد صلاة الظهر، فأغلب المعزين لا يرجعون لتناول الغداء.
ثم اختصرت أيام العزاء إلى ثلاثة، واقتصرت على الفترة المسائية، مما ساهم في إلغاء وجبتي الإفطار والغداء، ورفع الكلفة والحرج عن بعض الأرحام والأصدقاء والجيران، الذي كان يضطر للتغيب عن بيته وعمله من باب المواساة لصاحب العزاء.
ثم قامت بعض الأسر في الأحساء بإلغاء جميع الوجبات في مجالس العزاء، لكن مع كل هذا التحول الإيجابي في هذه الظاهرة نجد بعض الأسر الفقيرة والثرية تصر على إعداد الولائم.
ومن جانب آخر أشاد الاقتصادي (الحجي) ببعض المبادرات الإيجابية في مجالس العزاء، كتخصيص الوليمة للضيوف دون أرحام المتوفي، تقليلا للتكاليف.
ومن المبادرات الإيجابية قيام الجيران أو الأقرباء بدعوة الضيوف المعزين إلى بيوتهم، مواساة وتخفيفا على أهل الميت، وكذلك مبادرة بعض أصحاب الأيادي البيضاء بكافة مصاريف مجلس العزاء والوليمة.
وحول ظاهرة ذكرى مرور أربعين يوما على رحيل المتوفي، تحدث الحجي عن نموذج يستحق التوقف، وهو سماحة الشيخ حسين الخليفة (رحمه الله) الذي أوصى بعدم إقامة ذكرى أربعين لوفاته، وقال بأنها خاصة للإمام الحسين (عليه السلام). وعلق الحجي مقارنا: “بينما نحن نتحمل في أربعين الميت التكاليف الكبيرة، في حين يحييها البعض على نطاق ضيق”. وأشاد بظاهرة التنسيق مع الجمعيات الخيرية، في أربعين المتوفي، والتبرع بتكالف لتلك الليلة للصناديق الخيرية.
وعن العوامل التي تساعد على الإقلال من مصاريف مجالس العزاء، ذكر الأستاذ الحجي عاملين:
1. كتابة الوصية. فقال: “البعض يصر على إعداد الولائم برا بالمتوفي، وتعويضا لعدم الوفاء في حياته، أو هربا من ملامة الناس، ويمكن الحد من هذه الظاهرة بأن يبين الإنسان في وصيته عدم رغبته بإقامة الولائم في مجلس عزائه، وبذلك يرفع الحرج عن أبنائه وأرحامه.
2. أن لا يصر ذوو الميت على المعزين بالبقاء لتناول الطعام.
وفي ختام حديثه دعى سلمان الحجي إلى توحيد الختمات السنوية، في وقت ومكان واحد، كالمسجد أو المقبرة، وتوجيه الأموال التي ستصرف في هذه الختمات لصناديق الجمعيات الخيرية، ليستفيد منها المحتاجون، ولتزويج الأيتام من الفقراء، ولا سيما في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها.