ماذا لو اتحدنا!!
يتعرض العالم الإسلامي منذ فترة ليست بالقصيرة إلى بعض الهجمات المختلفة مِنْ قِبَل مَنْ يريد بالإسلام والمسلمين سوءاً، منها: السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية وغيرها من أمور الحياة المختلفة، ومن يدقق النظر في ذلك يرى أن هذه الهجمات ليست بالجديدة، إلا أنّ أبرزها الهجمات الدينية ذات الطابع التشكيكي. وقد أخذت هذه الإثارات دورها عند بعض المسلمين بحجّة أنها إثارات فكرية، وهي ليست كذلك في معظمها لمن له متابعة في المواضيع محل الإثارة!!
ومع مرور الزمن، أخذت هذه المسائل مساحتها في الثقافة العربية والإسلامية؛ بل إن بعضهم أعطاها حجماً أكبر من حجمها الطبيعي، وجعلها مرجعاً أو ركيزة أساسية للانطلاق الفكري له، مما جعل التعاطي معها أشبه بالحقيقة العلميّة، رافضاً ما يُطرح في الفكر الإسلامي، ناهيك أن المؤمنين بتلك الأطروحات الغربية بعيدون عن الفكر الإسلامي وعطاءاته في هذا الميدان، ويكتفون بقراءة بعضاً من التراث الإسلامي، واقتناص ما لا يعجبه لأجل النقد السلبي ولغة التعميم، وهذا جعل من المتابعين والمُصلحين في إعادة البوصلة إلى مسارها الصحيح يواجهون تيارين في وقت واحد، تيّار من الخارج، وتيّار من الداخل مؤيِّدٌ بقصد أو بدون قصدٍ للتيار الخارجي.
ومما زاد الطين بلّة أن المناوئين لتلك الأطروحات الخارجية، لم يتّحدوا في مواجهة هذا الأمر، وقد ساعد ذلك في صناعة حالة من الشِّقاق الداخلي بين المذاهب الإسلامية، فمن يردُّ تلك الإثارات من طائفةٍ ما يرمي ببعض المسائل على الطائفة الأخرى وأنهم هم من يقولون بذلك والعكس، في حال أن الإثارات من خارج الفكر الإسلامي لا تفرّق بين سنّي وشيعي، كونها بلغت شيئاً من مرادها وهو اللعب بين مذاهب تختلف في الفروع وتتفق في الأصول، إلى أن صنعت حالة من الفوضى والسِّجال العقيم بين المذاهب الإسلامية.
والسؤال محل الاهتمام: ماذا لو اتحد المسلمون في مواجهة تلك الإثارات التي ليس غرضها إصلاح الفكر الإسلامي بمثل أنها تريد زعزعته وصناعة الفرقة بين وجود كمٍ كبير من المذاهب الإسلامية!! لا شك أن الاتّحاد يشكّل قوّة، وأن المسلمين لو اتّحدوا في مواجهة ما يُسمى بالأطروحة الغربيّة في القضايا الدينية، وأجّلوا خلافاتهم الفرعية لوقت آخر؛ لاندحرَ وتلاشى أمره في وقتٍ وجيزٍ جداً، وهذه أُمنية شريحة كبيرة من المسلمين في أصقاع المعمورة.
أسأل الله عز وجل لمّ الشمل واتّحاد الجميع في مواجهة ما يفتت وحدة المسلمين.